للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدُّعاء للصَّبي المُخَلَّقِ لا كراهة فيه (١)، ولا مانِعَ منه.

الوجه الثالث: أنّ راوي الحديثِ عَنِ الوليدِ كان ضعيف الحفظِ، قليلَ الإتقان للحديث، فلعلَّه الذي وَهمَ في ذكر يومِ الفتح، وهذا الراوي هو (٢) عبد الله الهَمْدَاني، وفيه كلامٌ مِنَ وجهين:

أَحَدُهُما: أنَّهم تكلّموا فيه، فقال جعفرُ بنُ برقان عن ثابت بنِ الحجاج: لا يَصِحُّ حديثه.

وقال الحاكم أبو أحمد الكرابيسي (٣): وليس يُعرف أبو موسى الهمداني ولا عبدُ الله الهمداني، وقد خُولفَ في هذا الإِسنادِ، وهذا حديث مضطرب الإسناد.

وقال الحافظ عبدُ العظيم (٤) ما لفظه: قالوا (٥): وأبو موسى هذا مجهول.


(١) ساقطة من (ش).
(٢) ساقطة من (ش).
(٣) هو الإمامُ الحافظُ العلامة الثبت محدثُ خراسان محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي الحاكم الكبير، صاحب التآليف النافعة في علوم الحديث، ومنها كتاب " الكُنى " الذي لم يؤلف مثله في بابه، ويقع في عدة مجلدات، ولكن لا يعرف له وجود.
(٤) هو الحافظ الكبير الإمام الثبت زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الشامي الأصل، المصري المولد، والدار، والوفاة، صاحب المؤلفات المتنوعة في الحديث، والفقه، والتاريخ، المولود سنة ٥٨١ هـ، والمتوفى سنة ٦٥٦ هـ.
درس بالجامع المظفري بالقاهرة، ثم ولي مشيخة الدار الكاملية، وانقطع بها ينشر العلم عشرين سنة.
قال الشريف عز الدين الحافظ: كان شيخنا زكي الدين عديمَ النظير في علم الحديث على اختلاف فنونه، عالماً بصحيحه، وسقيمه، ومعلوله، وطرقه متبحراً في معرفة أحكامه، ومعانيه، ومشكله، قيماً بمعرفة غريبه، وإعرابه، واختلاف ألفاظه، إماماً، حجة، ثبتاً، مُتحرّياً فيما يقوله، متثبتاً فيما يرويه. مترجم في " السير " ٢٣/ ٣١٩ - ٣٢٢.
(٥) في (ش): قال.

<<  <  ج: ص:  >  >>