للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن ينتهي إلى ما قدَّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأدنى من مثقال (١) حبَّةِ خردلٍ، كما جاء في أحاديث الشفاعة (٢)، ويدينُون بأنَّ الإيمان يزيدُ وينقُصُ، وعلى المؤمن التَّعرُّضُ لما يزيدُ إيمانَه من التَّفكُّر في المصنوعات، ومُعجزات الأنبياء، وأحوالِهم، وسِيَرهم، والقرائن الدالَّة على صدقهم، والدعاء والتضرع إلى الله تعالى، والتَّلقِّي لما وَهَبَ الله تعالى له من الإيمان، واليقين بعد ذلك بالشكر.

وأمَّا النظرُ في الطُّرق المبتَدَعَةِ، فلا تجبُ عِنْدَ أحدٍ من (٣) أهل السُّنة، وظاهِرُ مذهبِ الإمام المؤيَّد باللهِ عليه السَّلامُ موافقٌ لمذهبهم في ذلك، فإنه يُجيز حصول العلم الضروري بالله لمن شاء الله من أوليائه، والعلم الاستدلالي لمن دونهم من أهل النظر، ومُجرَّد الظَّنِّ لمن دون الأولياء، وأهل (٤) النظر من ضعفاء العامة، وقد نص على هذا الأخير في آخر " الزيادات "، واحتجَّ عليه، وأطال القول فيه، فلا يمكن تأويله، ونَسَبَهَ إلى أبي القاسم البلخي البغدادي شيخ الاعتزال، ولكن حكى عنه أنه يُسمِّيه علماً، ولا طائل تحت الاختلاف في مجرد العبارات.

وفي " مقالات " أبي القاسم ما يؤيد (٥) هذه الرواية، فإنه ذكر العامة، وأنها فرقة مستقلة، وقال: هنيئاً لهم السلامة.


(١) " مثقال " ساقطة من (ش).
(٢) أخرجه البخاري (٧٥١٠)، ومسلم (١٩٣) (٣٢٦)، وأحمد ٣/ ١١٦ و٢٤٤ و٢٤٧ و٢٤٨، وابن ماجه (٣٤١٢) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وفيه: "إن الله تعالى يقولُ لنبيِّه: انطلق، فأخرج من كان في قلبه أدنى مثقال حبة خردل من إيمان، فأخرجه من النار، فأنطلق، فأفعل ... ".
(٣) " أحد من " ساقطة من (ش).
(٤) " أهل " ساقطة من (ب).
(٥) تحرفت في (ش) إلى: يزيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>