للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أجمع النَّقَلَة، وأجمع أهل الملة على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يطلُب من المؤمنين إظهار الأدلَّة بعد الإقرار، وكذلك المَلَكان في فتنة القبر لم يطلُبَا ذلك؛ رواه البخاريُّ، ومسلمٌ وأبو داود، والنسائيُّ عن أنس (١)، والترمذي (٢) عن أبي هريرة، والبخاري ومسلم، وأبو داود، والترمذي (٣) عن البراء (٤)، وأبو داود وحدَهُ عن البراء (٥) وفيه: " فيقُولان: وما يُدرِيك؟ فيقُولُ: قرأت كتاب الله وآمنت به وصدَّقتُ " (٦).

وهذه مُعلَّةٌ، لأنها زيادةٌ في حديث البراء، وقد خرَّجه الحفاظ (٧) بغيرها، وخرَّج مسلم (٨) في حديث أنس أنه إذا قال: " كنت أعبُدُ الله وقال: محمد عبدُ الله ورسوله، لم يُسأل عن شيء بعدها ". وهذا يُعارِضُ هذه الزيادة، وعلى تقدير ثبوتها، فليست ممَّا يقول به أهل الكلام، بل هي عليهم، لا لهم، وكُلُّ المؤمنين يستنِدُون في إيمانهم إلى كتاب الله، ومعجزات أنبياء الله جُملة. وإنما قبلت لتمييز (٩) المنافق من


(١) أخرجه البخاري (١٣٣٨) و (١٣٧٤)، ومسلم (٢٨٧٠)، وأبو داود (٣٢٣١)، والنسائي ٤/ ٩٧ - ٩٨. وانظر ألفاظه في " جامع الأصول " ١١/ ١٧٣ - ١٧٥.
(٢) رقم (١٠٧١) في الجنائز، باب: ما جاء في عذاب القبر. وقال: حديث حسن غريب.
(٣) في (ش): والترمذي وأبو داود.
(٤) أخرجه البخاري (١٣٦٩) و (٤٦٩٩)، ومسلم (٢٨٧١)، والترمذي (٣١٢٠)، وأبو داود (٤٧٥٠) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " المسلم إذا سُئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}، نزلت في عذاب القبر، يُقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، ونبيي محمد - صلى الله عليه وسلم - ".
(٥) جملة " وحده عن البراء " ساقطة من (ش).
(٦) هو في سنن أبي داود (٤٧٥٣) في السنة، باب: في المسألة في القبر وعذاب القبر، وسنده حسن.
(٧) في (ش): الحافظ.
(٨) ليس هو في مسلم، وإنما هو عند أبي داود (٤٧٥١).
(٩) في (ش): ليتميز.

<<  <  ج: ص:  >  >>