للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من جنس العناصر والمُوَلَّدات (١) منها (٢)، بل هي (٣) من جنسٍ آخر مخالفٍ لهذه الأجناس (٤)، فصار هؤلاء لا يُعرِّفونها إلاَّ بالسَّلُوب التي (٥) لا يوجبُ مخالفتها للأجسام المشهودة، وأولئك يجعلونها من جنس الأجسام المشهودة وكلا القولين خطأ، وإطلاق القول عليها بأنها جِسْمٌ أو ليست بجسم يحتاجُ إلى تفصيلٍ، فإنَّ لفظ الجسم للناس فيه أقوال متعددة اصطلاحية غيرُ معناه اللغوي، فأهل اللغة يقولون: الجسمُ: هو الجسدُ والبَدَنُ (٦)، وبهذا الاعتبار فالرُوح ليس جسماً، ولهذا يقُولون: الروح والجسم، كما قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} [المنافقون: ٤]، وقال تعالى: {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ و َالْجِسْمِ} [البقرة: ٢٤٧].

وأما أهلُ الكلام فمنهم من يقولُ: الجسم هو الموجود، ومنهم من يقول: هو القائم بنفسه، ومنهم من يقول: هو المُرَكَّبُ من المادة والصورة، وكل (٧) هؤلاء يقولون: إنَّه مشارٌ إليه إشارةً حسيةً.

ومنهم من يقول: ليس بمركبٍ لا من هذا ولا من هذا، بل هو ما يشار إليه، ويقال: إنه هنا أو هناك، فعلى هذا إذا كانت الروح مما يشار إليه (٨) ويتبعُهُ بصرُ الميت، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الروح إذا خَرَجَ تَبِعَه


(١) في (ش): المولودات.
(٢) ساقطة من (د).
(٣) ساقطة من (ش).
(٤) ساقطة من (ش).
(٥) في الأصول: " الذي "، والمثبت من المطبوع.
(٦) من قوله: " يحتاج إلى تفصيل " إلى هنا ساقط من (ش).
(٧) " الواو" ساقطة من (ش).
(٨) من قوله: " ويقال إنه " إلى هنا ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>