للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو تكذيبُ خبر الله عز وجل: أو خَبَرِ رسوله (١) - صلى الله عليه وسلم - المعلوم لفظه بالتواتر، ومعناه بالنصوصية الجلية، فَمَنْ كفَّرهم جعلهم مكذبين لما هو كذلك عنده من السمع، وهو قوله تعالى: {ليس كمثلِه شيءٌ وهو السميعُ البصيرُ} [الشورى: ١١]، وقد تقدم في كلام ابن تيمية في الفصل الثاني جوابهم عن هذا، وإنما أوردته مستوفىً لأجل معرفة هذه النكتة، والمخالفون (٢) يعكسون السؤال على المعتزلة، ويوردون (٣) عليهم ممَّا يخالفونه من الآيات القرآنية ما هو (٤) أكثر من هذه الآية وأصرح، فما أجابت به (٥) المعتزلة أجابوا بمثله.

وقد صنف قاضي القضاة عبد الجبار بن (٦) أحمد المعتزلي كتاباً كبيراً في تأويل متشابه القرآن، من وقف عليه عَلِمَ كم خالفت المعتزلة منه، وفي ما تقدَّم من كلام ابن تيمية كفايةٌ في هذا المعنى لمن أنصف وفهم معناه وتأمَّله.

وذكر ابن عبد السلام كلاماً نفيساً في عَدَمِ التكفير، وإعذار الغالطين في كتابه " القواعد " (٧) موضعُه رأسُ الثُّلث الأول من القواعد تقريراً أو (٨) قبله بقليل ما لفظُه:


(١) في (ب): رسول الله.
(٢) في (أ): والمخالفين، والتصويب من النسخ الأخرى.
(٣) في (ش): ويروون.
(٤) في (ش): بما.
(٥) ساقطة من (ب).
(٦) ساقطة من (ب).
(٧) انظر ٧١١ - ١٧٣، وقد تقدمت ترجمة ابن عبد السلام في ٣/ ١٣٥.
(٨) في (ب) و (ش): و.

<<  <  ج: ص:  >  >>