للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناجزاً، والثوابِ آجلا، وقد يقع على خلاف الأمر، فيسمى معصية، غير مرضية، أي مردودة بالذم ناجزاً والعقاب آجلاً. فالأفعال كلها من حيث تخصصها وتجدُّدها مُرادة لله تعالى كلها، وهي متوجهة إلى نظام في الوجود، وصلاح (١) للعالم وذلك هو الخير المحض.

قلت: ويحسنُ أن يحتج هؤلاء على مذهبهم هذا بما خرجه مسلم في " الصحيح " من حديث علي رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في التوجه في الصلاة: " الخير في يديك، والشرُّ ليس إليك " (٢). فيزول الإشكال عن معنى الحديث.

وفي قوله: وهي متوجهةٌ إلى نظام في الوجود، وصلاحٍ للعالم، وذلك هو الخير المحض إشارة إلى مثل كلام الغزالي، وابن تيمية ومن تابعهما في أن الشر لا يراد لنفسه، وإن كان الشهرستاني مُظهراً لموافقة الأشعرية في نفي الحكم، فهذه الإشارة تُنافي ذلك، ولعلَّها معتقده والله أعلم.

ويحتمل أن مراده ما سيأتي من أن فعل الله خيرٌ، لكنه لم يفعله لأنه خير، وسيأتي تعليله لذلك والرد.


(١) في (ش): وإصلاح.
(٢) أخرجه الطيالسي (١٥٢)، والشافعي في " المسند " ١/ ٧٤ و٧٧، وعبد الرزاق (٢٥٦٧) و (٥٩٠٣)، وأحمد ١/ ٩٤ و١٠٢ و١٠٣، وابن أبي شيبة ١/ ٢٣٢، ومسلم (٧٧١)، وأبو داود (٧٦٠) و (٧٦١)، والترمذي (٢٦٦) و (٣٤٢١) و (٣٤٢٢) و (٣٤٢٣)، والنسائي ٢/ ١٢٩ و١٣٠، والدارمي ٢/ ٢٨٢، وابن الجارود (١٧٩)، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " ١/ ١٩٩ و٢٣٩، وفي " شرح مشكل الآثار " ١/ ٤٨٨، وابن خزيمة في " صحيحه " (٤٦٢) و (٤٦٣) و (٤٦٤) و (٧٤٣)، وأبو عوانة ١/ ١٠٠ و١٠١ و ١٠٢، وابن حبان (١٧٧١) و (١٧٧٢) و (١٧٧٣) و (١٧٧٤)، والدارقطني ١/ ٢٩٦ و ٢٩٧ - ٢٩٨، والبيهقي ٢/ ٣٢ و٣٣ و٧٤، والبغوي (٥٧٢).
وانظر لزاماً الباب الحادي والعشرين في تنزيه القضاء الإلهي عن الشر، من كتاب " شفاء العليل " للعلامة ابن قيم الجوزية ص ١٧٨ - ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>