للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الزمخشري (١): ولا يأتونك بمثالٍ (٢) عجيبٍ من سؤالاتهم الباطلة كأنه مثلٌ في البطلان إلاَّ أتيناك نحن (٣) بالجواب الحق الذي لا محيد عنه، وبما هو أحسن معنىً ومُؤَدَّى من سؤالاتهم (٤).

ويُوضِّح ذلك ما اتفقوا على صحته من حديث " سبقت رحمتي غضبي "، وأن الله تعالى كتب هذا في كتابٍ ووضعه على العرش (٥).

ويعضده ما انفرد به مسلم، وهو على شرط الجماعة كلهم من حديثِ علي عليه السلام، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث التوجُّه في الصلاه المعروف، وفيه " الخيرُ في يديك، والشر ليس إليك " (٦).

ذكر النواوي في شرح " مسلم " (٧) أن معناه ليس بشر بالنظر إلى حكمتك فيه، وهذا هو الذي أُريده، ولله الحمدُ والمنة.

وإنما قلت: إنه على شرط الجماعة لأنه من حديث عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي، عن علي عليه السلام، ولم يتخلف أحدٌ من أهل دواوين الإسلام عن تخريج حديثهما، ولا ذكر أحدٌ فيهما شيئاً مما يقع فيه كثيرٌ من الثقات من غلطٍ ولا تدليس، فلعلهم ما تركوا تخريجه إلا لظنِّهم أن هذه اللفظة تخالف القواعد، وليس كذلك، فلله الحمد.

وقد خرَّج الحاكم في تفسير سورة بني إسرائيل من " المستدرك " من حديث


(١) ٣/ ٩١.
(٢) في (ش): " بمثل "، وفي " تفسير الزمخشري ": بسؤال.
(٣) في (أ) و (ش): بحق وهو تحريف.
(٤) في (أ): سؤالهم.
(٥) تقدم تخريجه في ٥/ ٢٧٥.
(٦) تقدم تخريجه في ٥/ ٢٩٦.
(٧) ٦/ ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>