للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عبدان في جميل بن الحسن الأهوازي: كاذبٌ فاسقٌ. قال ابن عدي (١): أما في الرواية، فإنه صالحٌ فيها (٢).

وقال الذهبي في " الكاشف " (٣): يعني عبدان: أنه كاذبٌ في كلامه، يعني في مذهبه (٤)، لا في روايته، وهو في معنى كلام المنصور بالله في " الصفوة " وقد تقدم، وأعيد منه ها هنا ما تَمَسُّ إليه الحاجة.

قال عليه السلام بعد أن اختار قبول رواة الخوارج، وادعى إجماع الصحابة على ذلك ما لفظه: وقول من قال: إن من عُرِفَ بالكذب في المعاملات لا يقبل خبره، فكيف يقبل خبر من عرف بالكذب على أفاضل الصحابة وسادات المسلمين لا يتسق، لأن المعلوم من حالهم أنهم لا يكذبون على الصحابة في الرواية عنهم، وإنما يكذبون عليهم في الاعتقاد فيهم، وذلك خارج من باب الأخبار، وكانوا لا ينتقصون إلاَّ من يعتقدون الصواب في انتقاصه ومحاربته. انتهى.

فالخوارج قد شركوا عمر بن سعد في ذنبه (٥)، وزادوا أنهم كانوا يُكَفِّرون أميرَ المؤمنين عليه السلام ومن والاه، وعمر بن سعد لم يُنقل عنه التكفير، فإذا أوجب المنصور بالله عليه السلام قبول قول (٦) الخوارج، ولم يدل على بغضه علياً عليه السلام، لم يبعد أن يوثق (٧) العجلي عمر بن سعد بهذا المعنى، ولا يبغض الحسين عليه السلام، وإنما هو في معنى قول الذهبي: إنه لم يكن يُتَّهم -يعني بالكذب-.


(١) " الكامل في الضعفاء " ٢/ ٥٩٤.
(٢) " ميزان الاعتدال " ١/ ٤٢٣.
(٣) ١/ ١٣٢.
(٤) قوله: " يعنى في مذهبه " لم يرد في (ش).
(٥) في (ش): دينه.
(٦) ساقطة من (د) و (ف).
(٧) في (ف): " توثيق ".

<<  <  ج: ص:  >  >>