للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين بن أحمد الخوارزمي (١) في تأليفه في مقتل الحسين عليه السلام وهو عندي في مجلدين.

وذكر شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال: حدثنا الحافظُ أبو عبد الله محمد بن عبد الله، سمعت أبا الحسن علي بن محمد الأديب يذكرُ بإسنادٍ له، أن رأس الحسين عليه السلام لما صُلِبَ بالشام، أخفى خالد بن غفران شخصه من أصحابه، وهو من أفاضل التابعين، فطلبوه شهراً حتى وجدوه، فسألوه عن عزلته، فقال: أما ترون ما نزل بنا؟ ثم أنشأ يقول:

جاؤوا برأسك يا ابن بنتِ محمدٍ ... متزمِّلاً بدمائه تزميلا

وكأنما بك يا ابن بنت محمدٍ ... قتلوا جهاراً عامدين رسولا

قتلوك عطشاناً ولم يترقبوا ... في قتلك التنزيلَ والتأويلا

ويُكبِّرون بأن قُتِلْتَ وإنَّما ... قتلوا بك التكبير والتهليلا (٢)

قال ابن دحية: واعجبوا -رحمكم الله- من الأمم الذين كانوا من قبلكم، وقد فضَّل الله أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، منهم المجوس يعظمون النار، لأنها صارت برداً وسلاماً على إبراهيم، والنصارى يعظمون الصليب، لادعائهم أنه من جنس العود الذي صُلِبَ عليه ابن مريم، وابن مرجانة (٣)، وأصحابه العِدا قتلوا الحسين ابن نبيِّ الهدى، ولم يلتفتوا إلى قول أصدقِ القائلين: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: ٢٣].


(١) كان خطيباً شاعراً أديباً فقيهاً، أخذ العربية عن الزمخشري بخوارزم، وتولى الخطابة بجامعها، وفيها قرأ على ناصر بن عبد السيد المطرزي. له عدة مصنفات غير كتابه هذا، منها: " مناقب علي بن أبي طالب "، و" مناقب الإمام أبي حنيفة " توفي سنة ٥٦٨. انظر الأعلام ٧/ ٣٣٣، وفهرس مخطوطات الجامع الكبير بصنعاء ص ١٢١.
(٢) وأنشد هذه الأبيات ابن كثير في " تاريخه " ٦/ ٢٣٨ و٨/ ٢٠٠، وفي " الشمائل " ص ٤٥١.
(٣) هو عبيد الله بن زياد، ومرجانة: أمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>