للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأقول: الحديث الحادي عشر عن أنس قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاءه رجلٌ فقال: يا رسول الله أصَبْتُ حدّاً فأقِمْ فيَّ كتاب الله، قال: " أليس قد صليت معنا "، قال: نعم، قال: " فإن الله قد غفر لك ذنبك "، أو قال: " حَدَّك "، رواه البخاري ومسلم (١) من طريقين عن عمرو بن عاصم، عن همام بن يحيى العَوْذي البصري، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، ورواه البخاري في المحاربين، ومسلم في التوبة، وله شاهدٌ صحيحٌ من حديث أبي أُمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.

وهو: الحديث الثاني عشر. رواه مسلم، وأحمد، وأبو داود، والنسائي (٢) كلهم من حديث شداد بن عبد الله، عن أبي أمامة، ورواه عن شدادٍ الأوزاعي وعكرمة بن عمار، قال المِزِّي في " أطرافه ": رواه مسلم في التوبة، وأبو داود في الحدود، والنسائي في الرجم من طرقٍ تركتها اختصاراً.

الحديث الثالث عشر: ما رواه أحمد (٣) قال أخبرنا هُشيمٌ، حدثنا العوَّام بن حَوْشَبٍ، عن عبد الله بن السائب، عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الصلاة المكتوبة إلى الصلاة المكتوبة التي بعدها كفارةٌ لما بينهما، والجمعة إلى الجمعة، والشهر إلى الشهر -يعني رمضان إلى رمضان- كفارةٌ لما بينهما " ثم قال بعد ذلك: " إلاَّ من ثلاثٍ: إلاَّ من الإشراك بالله، ونكثِ الصفقة، وترك السُّنة، قلتُ: يا رسول الله أما الإشراك بالله، فقد عرفناه، فما نكث الصفقة قال: " أن تُبايِعَ رجلاً، ثم تخالِفَ إليه تقاتُله بسيفك، وأما ترك السنة، فالخروج من الجماعة " رواته ثقات إن كان عبد الله بن السائب هو الكوفي، وذلك هو الظاهر والله أعلم، وهذا الحديث هو الحديث الثاني والخمسون من مسند أبي هريرة من " جامع المسانيد ".


(١) البخاري (٦٨٢٣)، ومسلم (٢٧٦٤).
(٢) مسلم (٢٧٦٥)، وأحمد ٥/ ٢٥١ - ٢٥٢، و٢٦٢ - ٢٦٣ و٢٦٥، وأبو داود (٤٣٨١)، والنسائي في " الكبرى " كما في " التحفة " ٤/ ١٦٨.
(٣) ٢/ ٢٢٩ وأخرجه الحاكم ١/ ١١٩ - ١٢٠ و٤/ ٢٥٩ وصححه ووافقه الذهبي وهو كما قالا. وانظر " صحيح ابن حبان " (١٧٣٣)، و" مسند أحمد " بتحقيق العلامة أحمد شاكر (٧١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>