للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي يوضِّحُ ذلك من كتاب الله أن الله تعالى قد نصَّ في كتابه على أن للنار سبعة أبوابٍ، لكلِّ بابٍ من أهلها جزءٌ مقسومٌ، ثمَّ بيَّن تارةً، أن أهل النار هم الكافرون، وهذا كثيرٌ، وتارةً أن أهل هذه الأبواب السبعة هم الكافرون، وذلك في قوله تعالى في النحل: {قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (٢٧) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِين} [النحل: ٢٧ - ٢٩]، وقال في سورة الزُّمر: {وسِيقَ الذين كفروا إلى جهنم زُمَراً}، إلى قوله: {قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر: ٧١ - ٧٢]، فوصف الداخلين لأبواب جهنم كلها وكلهم بالكفر والتكبر، ولا حجة لمن قال: إن أحد الأبواب للموحدين لا من كتاب الله، ولا من صحيح سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

أما حديث جُنيدٍ عن ابن عمر، عنه - صلى الله عليه وسلم -: " بابٌ منها لمن سلَّ سيفه على أُمَّتي ". رواه أحمد والترمذي (١)، فلم يصح، وقال الترمذي: غريب، وقال ابن أبي حاتم: منقطع لم يسمعه جنيد من ابن عمر (٢)، هو عن ... (٣).

وعلى تقدير صحَّته، فليس فيه أنهم مِنَ المسلمين، ولعلَّه للخوارج الذين سمَّاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موارِقَ، وتكفيرهم أحد أقوال أهل الإسلام، وأما ظنهم أن الكفار ستة أجناس، فباطل، فإنهم عدوا اليهود والنصارى والمجوس والصَّابئين والمشركين والمنافقين، وهؤلاء ستةُ أصنافٍ، وجعلوا الصِّنْفَ السابع عُصاة الموحِّدين، ونسُوا من أكفرِ الكافرين جيشين عظيمين: يأجوجَ ومأجوج.

وقد ثبت أن للجنَّة ثمانية أبوابٍ، وأن أعمال البِرِّ أكثرُ من ثمانية أنواعٍ، وأنَّ


(١) أحمد ٢/ ٩٤، والترمذي (٣١٢٣)، وعلقه البخاري في " التاريخ الكبير " ٢/ ٢٣٥.
(٢) وقال في " الجرح والتعديل " ٢/ ٥٢٧: جنيد روى عن ابن عمر، مرسل. سمعت أبي يقول ذلك.
(٣) بياض في الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>