للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جزية سنوية لملك قشتالة مقدارها خمسة آلاف دينار مقابل ترك مدينة شنترين والتي تعرضت لأخطار الغزو مرات عديدة (٤٣).

وأشهر من حكم هذه الدويلة عمر بن محمد الملقب المتوكل على الله والذي عرف بسياسته الحكيمة وتشجيعه للحركة العلمية وتقريبه للعلماء وتمتعت بطليوس في عهده بالأمن والرخاء (٤٤)، وكان للمتوكل دور في الدعوة إلى توحيد الأندلس من خلال تكليف العالم أبي الوليد الباجي المتوفى سنة ٤٧٤ هـ (٤٥)، ليقوم بجولة في دويلات الطوائف ويدعو حكامها إلى نبذ الخلاف والفرقة، وتوحيد الجهود ضد أخطار ومطامع الممالك الإسبانية الشمالية (٤٦)، وعندما سقطت مدينة طليطلة سنة ٤٧٨ هـ كان المتوكل في جملة الداعين إلى دعوة المرابطين والاستعانة بهم لإنقاذ البلاد من الأخطار المحدقة بها (٤٧).

وقد انتهى حكم هده الأسرة على يد المرابطين سنة ٤٨٨ هـ بعد حصار شديد لمدينة بطليوس، وتم إعدام المتوكل وولديه جزاء له لاستنجاده بملك قشتالة (٤٨).

٤ - دويلة طليطلة (بنو ذي النون):

طليطلة من المدن المشهورة في تاريخ الأندلس، كانت قاعدة الثغر الأوسط وبمثابة الحاجز أمام قوات الممالك الإسبانية الشمالية، وقد وقعت وما يلحق بها في حوزة بني ذي النون، وقد تولى إسماعيل بن ذي النون حكم المدينة لأول مرة في سنة ٤٢٧ هـ (٤٩).

وأعقبه في الحكم ولده يحيى في سنة ٤٣٥ هـ وتلقب بالمأمون، ويمتاز عهده بكثرة الحروب والمنازعات بينه وبين حكام دويلات الطوائف كبني عباد وبني هود (٥٠). وكان


(٤٣) ابن عذاري: ٣/ ٢٣٨، وفيه أيضاً: " إن ملك قشتالة سيطر على مدينة قلمرية نتيجة خيانة حاكمها المسمى راندة ".
(٤٤) ابن الخطيب، أعمال الأعلام: ١٨٥.
(٤٥) سليمان بن خلف بن سعدون فقيه مالكي مشهور، ترجمة ابن بسام: ق ٢ ج ١: ٩٤.
(٤٦) ينظر: عبد الرحمن الحجي، التاريخ الأندلسي: ٣٣٨ وما بعدها.
(٤٧) ابن الآبار، الحلة السيراء: ٢/ ٩٨ و ٩٩.
(٤٨) ابن الخطيب، أعمال الأعلام: ١٨٦.
(٤٩) ينظر، عن أسرة بني ذو النون: ابن بسام ق ٤ ج ١: ١٤٢ وما بعدها، ابن عذاري: ٣/ ٢٧٦، عنان، دول الطوائف: ٩٦ وما بعدها.
(٥٠) ابن بسام: ق ٢ ج ١: ٢٦٨، ابن عذاري ٣/ ٢٧٧ - ٢٨٢.

<<  <   >  >>