للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للعرب عامة ولقريش خاصة، وإلى الأمويين بصورة أخص (٨٧). واشتهر كذلك المؤرخ عريب بن سعيد (توفي عام ٣٦٩ هـ)، وله كتابه المشهور (صلة تاريخ الطبري). وعريب هذا اشتهر بالطب أيضاً (٨٨). وممن عرفوا بكتابة التراجم في هذه الفترة أبو عبد الله الخُشني (توفي عام ٣٦١ هـ) صاحب كتاب (تاريخ قضاة قرطبة) (٨٩).

ومع تطور علم التاريخ في هذه الفترة تطور علم الجغرافية أيضاً، فقد كان أحمد بن محمد الرازي مؤرخاً وجغرافياً في آن واحد، وله كتاب باسم (مسالك الأندلس) (٩٠). ويعاصره الجغرافي محمد بن يوسف الوراق (توفي عام ٣٦٣ هـ) الذي دخل في خدمة الخليفة الحكم وألف كتاباً عن مسالك إفريقية (٩١). واشتهرت هذه الفترة بالرحلات الجغرافية، ويأتي في مقدمتها رحلة إبراهيم بن يعقوب الطرطوشي (من أهل القرن الرابع الهجري) قام برحلات إلى بلاد أوروبا وقابل خلالها البابا يوحنا الثاني عشر في عام ٣٥٠ هـ، وبعدها التقى بإمبراطور ألمانيا أوتو عام ٣٥٤ هـ (٩٢). وقدم لنا معلومات قيمة خلال هذه الرحلة (٩٣).

أما في مجال العلوم الدينية: فبجانب شيوع المذهب المالكي في الأندلس كما بينا، والذي كان من أقطابه في هذه الفترة، يحيى بن عبد الله بن يحيى الليثي (٩٤) (توفي عام ٣٦٧ هـ)، وأبو بكر بن القوطية اللغوي والمؤرخ، شاع المذهب الشافعي بعد أن أدخله إلى الأندلس قاسم بن محمد بن سيار (توفي عام ٢٧٨ هـ)، وأصبح من أقطابه في هذه الفترة أسلم بن عبد العزيز بن هاشم (٩٥)، وأحمد بن عبد الوهاب بن يونس الذي عاصر الحكم المستنصر (٩٦). وكذلك انتشر المذهب الظاهري وكاد من أقطابه المنذر بن


(٨٧) هيكل، المرجع السابق، ص ١٨٨.
(٨٨) بالنثيا، تاريخ الفكر الأندلسي، ص ٢٠٦ - ٢٠٧.
(٨٩) الخشني، قضاة قرطبة، المقدمة - بالنثيا، المرجع السابق، ص ٧٦٧ - ٧٧٠.
(٩٠) ابن حزم، رسالة في فضل الأندلس، ص ١٥٦.
(٩١) الحميدي المصدر السابق، ص ٩٧ (رقم ١٦٠) - مؤنس، تاريخ الجغرافية، ص ٧٣.
(٩٢) العذري، نصوص عن الأندلس، ص ٧ - البكري، جغرافية الأندلس وأوروبا، ص ١٥٥ - Al - Hajji, Andalusian, P ٢٢٨ - ٢٧١.
(٩٣) حازم غانم، الحياة العلمية، ص ٢١٠.
(٩٤) ابن الفرضي، تاريخ، (رقم ١٥٩٧).
(٩٥) الحميدي، المصدر السابق، (رقم ٣٢٢).
(٩٦) ابن الفرضي، تاريخ، (رقم ١٥٤).

<<  <   >  >>