ـ[المستبدة]ــــــــ[04 - 02 - 2009, 12:16 م]ـ
في الحقيقة لم أشأ مقاطعة سمركم الأدبي البديع،
في هذه المحاورة الجميلة حقا.
لكنني الآن هنا،لأقول لكم شكرا بحجم إبداعكم.
أتابعكم حرفا حرفا.
موفقين.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[05 - 02 - 2009, 05:54 م]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز طاوي ثلاث
- كلما علا الشجر صار عرضة للسقوط بفعل الرياح لكن النخلة تمتاز مع علوها بثبات أصلها في الأرض و قوة جذعها فهي تقاوم الرياح مهما اشتدت،
ذكّرك الله الشهادة. تذكرت بكلامك قول الله تعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء (24) تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون (25) ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار (26).
تذكرتها فراجعت التفسير فوجدت الشجرة هنا هي النخلة، ووجدت من الأحاديث الكثير يفسر النخلة بالمؤمن، وهو ما أشرت له سابقا اجتهادا فتحقق دليلا، واسنحوا بأن أنقل لكم ما ورد في الآية:
"قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: (مثلا كلمة طيبة) شهادة أن لا إله إلا الله، (كشجرة طيبة) وهو المؤمن، (أصلها ثابت) يقول: لا إله إلا الله في قلب المؤمن، (وفرعها في السماء) يقول: يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء.
وهكذا قال الضحاك، وسعيد بن جبير، وعكرمة وقتادة وغير واحد: إن ذلك عبارة عن المؤمن، وقوله الطيب، وعمله الصالح، وإن المؤمن كالشجرة من النخل، لا يزال يرفع له عمل صالح في كل حين ووقت، وصباح ومساء.
وهكذا رواه السدي، عن مرة، عن ابن مسعود قال: هي النخلة.
وشعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس: هي النخلة.
[ص: 492] وحماد بن سلمة، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بقناع بسر فقال: " ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة " قال: " هي النخلة ".
وروي من هذا الوجه ومن غيره، عن أنس موقوفا وكذا نص عليه مسروق، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والضحاك، وقتادة وغيرهم.
وقال البخاري: حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أخبروني عن شجرة تشبه - أو: كالرجل - المسلم، لا يتحات ورقها [ولا ولا ولا] تؤتي أكلها كل حين ". قال ابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن أتكلم، فلما لم يقولوا شيئا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هي النخلة ". فلما قمنا قلت لعمر: يا أبتا، والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة. قال: ما منعك أن تكلم؟ قال: لم أركم تتكلمون، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا. قال عمر: لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا.
وقال أحمد: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: صحبت ابن عمر إلى المدينة، فلم أسمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا - قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بجمار. فقال: " من الشجر شجرة مثلها مثل الرجل المسلم ". فأردت أن أقول: هي النخلة، فنظرت فإذا أنا أصغر القوم، [فسكت] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هي النخلة " أخرجاه.
وقال مالك وعبد العزيز، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لأصحابه: " إن من الشجر شجرة لا يطرح ورقها، مثل المؤمن ". قال: فوقع الناس في شجر البوادي، ووقع في قلبي أنها النخلة [فاستحييت، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هي النخلة] " أخرجاه أيضا. "
من المعجزات أن الله تعالى أمر مريم عليها السلام و هي في تلك الحالة أن تهز جذع النخلة فيتساقط الرطب، فهل تستطيع أنت أن تهز جذع نخلة؟!
جميل هذا التساؤل وجوابه كما قال العلماء:
الحكمة ليست بالهز ولكن بإثبات العمل وبالمبادرة بالإضافة الى الطاعة.
وقفاتك الأخرى جميلة، زادك الله من فضله وعلمه.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[05 - 02 - 2009, 06:03 م]ـ
في الحقيقة لم أشأ مقاطعة سمركم الأدبي البديع،
في هذه المحاورة الجميلة حقا.
لكنني الآن هنا،لأقول لكم شكرا بحجم إبداعكم.
أتابعكم حرفا حرفا.
موفقين.
بارك الله فيك أختي الكريمة المستبدة، أرنا إبداعك معنا وأرنا جمال تخريجاتك.
وفقك الله ورعاك.
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[07 - 02 - 2009, 02:06 ص]ـ
أتابعكم حرفا حرفا.
هذه المشاركة أخي الأديب اللبيب من المستبدة، لجنة الإشراف العام، لا حظ المعرف و المنصب و الخطاب، يعني لا تعتمد على أخينا عامر مشيش، (و خليك ماشي عدل)
نأمل من المشرفة المستبدة طرح بيت جديد، و نثمن لها هذا الإطراء.
ذكّرك الله الشهادة
زادك الله من فضله وعلمه
و إياك أخي العزيز
رائع كعادتك تجد طريقة لربطنا بنصوص الشرع المطهر و أقوال الأئمة الأعلام، فبارك الله فيك و لا حرمك الأجر.
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا ..... يرمى بصخر فيلقي أطيب الثمر
لنقلب ظهر المجن
جمع الشاعر المصدر فقال الأحقاد، فقلل الكثير، فالحقد يشمل جميع أنواع الحقد أياً كان عددها، أما الأحقاد فهي جمع قلة إلى العشرة بمعنى لك حد تترفع فيه عن الأحقاد ثم بعد ذلك لك أن تحقد.
الشطر الثاني يناقض الشطر الأول، ففي الشطر الأول صورة جميلة تامة أما الشطر الثاني فهدم ما بناه في الشطر الأول، هو أراد مقابلة الإساءة بالإحسان لكنه لم يوفق في تصويره بإلقاء النخلة لثمرها حين ترمي بالحجر، لأن الرامي لم يكن قصده إيذاء النخلة و إنما الحصول على الثمر بسبب أن هذه النخلة لا تؤتي ثمارها إلا بهذه الطريقة، بينما الوصف الذي ورد في الآية التي أشار إليها أخينا أديب (تؤتي) بدون أن ترمى بشيء , ومن صفات شجر الجنة قطوفها دانية. و لا حظ أخي الكريم أنك بهذه الطريقة ستحصل على أطيب الثمر، و أما بغيره من الطرق فلا أضمن لك ا ذلك.
فهل يحب أحد أن يكون من وسائل تحصيل الخير منه الإساءة إليه؟
نعم كن كالنخيل لكن ليس بهذه الطريقة.
دمتم سالمين
¥