تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِنْ شِرْعَةِ الغَابِ صَاغُوا جَمْعَهُمْ أُمَمَاً فَهُمْ خُصُومٌ قُضَاةٌ شَارِعٌ أَشِرُ

أَمَّا السِّيَاسَةُ فَالمَفْهُومُ عِنْدَهُمُ أَنْ يَخْدَعُوا النَّاسَ بالتَّضْليلِ هُمْ ظَفَروا

هِيَ الرِّعَايَةُ في مَفْهُومِنَا عَمَلٌ لِخِدْمَةِ الشَّعْبِ .. تَسْمُوا عِنْدَنَا الفِكَرُ

يُرَوِّجُوْنَ لِحُرِّيَاتهِم سَفَهَاً فَهُم بِمَحْضِ فَرَاغٍ حَفَّهُ البَطَرُ

حُرّيةُ الرّأيِ والأنكى لِمُعْتَقَدٍ وبالتَّمَلُّكِ والشّخْصِيَّةِ انبَهَروا

أمّا العُبُودِيةْ .. فالغَربِيُّ أَنكَرَها بِالرأسماليةِ الجوفاءِ يأتمِرُ

يحَرِّفونَ كَلاماً عَنْ مَواضِعِهِ وَيفْسِدونَ بَني الإسْلامِ ما قَدرُوا

وقَدْ أَحَلُّوا جِهاراً كُلَّ مَحْرُمَةٍ أمّا المُلُوكُ فَلا يعنِيهِمُ الخَبَرُ

مَمالِكٌ أو إماراتٌ مُحَرَّمَةٌ أو مُحدِثونَ لجُمْهورِيةٍ وَزَرُوا

وَصانِعونَ بِعِلمانِيَّةٍ نظُماً بِها الحَياةُ عَنِ الإسْلامِ تَنْبَتِرُ

وَلِلعُروبَةِ والقَومِيَّةِ ابتَدَعوا وَفي القُلوبِ هَوَى ألأوطانِ قَدْ بَذَروا

ما أنزَلَ اللهُ مِنْ سُلطانِهِ بِهِمُ أواصِراً مِنْ لَدَى الحَيوانِ قَد خَبروا

أمّا الخِلافَةُ فالقانونُ أنكَرَها وَمَن يُطالِبْ .. فإِنَّ السِّجْنَ يَنْتَظِرُ

فَهُمْ جَمِيعٌ أدَانوا كُلَّ مَكْرُمَةٍ وَحَكَّموا العَقْلَ .. منْ أهوائهم أثَروا

يا أيها النّاسُ توبوا عَنْ ضَلالَتِكُمْ يا أيها النّاسُ هذا إفْكُكُمْ خَطِرُ

وَما تَوَلَّوا لِهذا الحَدِّ أو عَجِزوا فَهُم يُريدونَ هذا الدّينَ يحْتَضِرُ

تَبَّاً لَهُمْ, لَنْ يَنالُوا مَطْمَحَاً أبداً ما دامَ فِكْرُ رَسولِ اللهِ يَنْتَشِرُ

...

والمُسْلِمُونَ عَمَوْا عن سِرِّ نَهْضَتِهِمْ فَحَكَّمُوا العَقْلَ بِالتَشْرِيعِ وافْتََخَروا

واسْتَوْرَدُوا مِنْ حَضِيضِ الغَرْبِ أنْظِمَةً كَيْ يُصْلِحُوهَا, وَقَدْ ضَاعُوا وَمَا عَمَروا

وَدَاهَنُوا بَعْضَ حُكّامِهِمْ أمَلاً وَشَارَكُوا فِيْ نِظامِ الكُفرِ ما اقْتَدَروا

وَالبَعْضُ ظَاهَرَ في أبنَاءِ جِلْدَتهِمْ وَبِالتَجَسُّسِ وَالتَعْذِيبِ هُمْ غُمِرُوا

مِنْ أَجْلِ جَاهٍ وَمَالٍ قَالَ قَائِلُهُمْ لنُصلِحَ الحُكْمَ بالزُّلفَى .. وَمَا عُذِرُوا

يُبَرِّرُوْنَ بِإِسْمِ الشَّرْعِ بَاطِلَهُمْ يُؤَوِّلُونَ بِحُكْمِ اللهِ ما شَجَرُوا

قَاسُوْا مَصَالِحَ دُنياهُمْ إِذِ اجْتَهَدُوا وَجَاوَزُوا عَنْ أُصُوْلِ الفِقْهِ مَا سَطَرُوا

غُثاءُ سَيلٍ فَمَا مِنْ شَوكَةٍ لَهُمُ فَضَيَّعُوا الدِّينَ والدُّنيا بِما اعْتَبَرُوا

ثَقُلَتْ كَواهِلُهُمْ مِنْ قَبْلِ أنْ عَزَمُوا فَسَلَّمُوا الحُكْمَ لِلطَّاغِينَ واحْتَجَروا

...

وَلِلسَّلاطينِ وُعَّاظٌ مٌعَيَّنَةٌ يُسَارِعُون بِفَتْوَى كُلَّمَا أُمِرُوا

وَلِلضَّلالِ دُعاةٌ أينَما خَطَبُوا وَبِالحِوارِ وَبِالوَسَطِيَّةِ اشْتَهَروا

بِضَغْطِ خَوْفٍ وَأَمْوالٍ جَرَتْ لَهُمُ فَأَغْمَضُوا العَيْنَ عَنْ ظُلْمٍ وَقَدْ شَخَروا

مُتَكَلِّمُونَ وَكُتّابٌ فَلاسِفَةٌ قَدْ حَمَّلوا الشَّرعَ ما لَم ينْزِلِ القَدَرُ

مُتَفَيقِهونَ وَهُمْ بِالمَنْطِقِ اشتَغَلوا قَدْ ضَيَّعُوا الدِّينَ وَالدُّنيا بِما بَحَروا

مَا هكذَا الدِّينُ يَا أَبْنَاءَ مِلَّتِنَا مِنْ بَعْدِ فِعْلِ رَسُوْلِ اللهِ فَاعْتَبِرُوا

سَاقُوا إِليْهِ كُنُوْزاً بَل وَمُلْكَهُمُ أَصَرَّ إِلاّ بِنَهْجِ اللهِ يَأتَمِرُ

أبَى العُرُوْضَ وَلوْ كَانَتْ مَضَارِبَهُمْ لَوْ حُطَّتِ الشَّمْسُ في كَفَّيْهِ وَالقَمَرُ

حُكَّامُنَا اليَوْمَ مَأجُورُونَ وَانتُدِبوا مِنْ سَاسَةِ الغَرْبِ بِالكفْرَانِ قَدْ أُمِرُوا

وَقَدْ رَعَوهُمْ خَنَازِيْرَاً مُدَجَّنَةً مُسَافِحِينَ سُكَارَى كُلُّهم عُهُرُ

فَهُمْ جَمِيْعٌ عَمَالاْتٌ مُعَوِّقَةٌ لِمَنْعِ عَوْدِ هُدَى الإِسْلامِ قَدْ نَطَرُوا

وَهُمْ مَعِينُ شَقَاءٍ بَلْ وَقَسْوَتُهُمْ أَوْدَتْ قَوَافِلَ لِلْقَتْلَى وَقَدْ عَبَروا

فَلا تُوَلوا إلى الحُكَّامِ أَمْرَكُمُ تُوْبُوْا إلى اللهِ .. هَذا الدَّرْبُ فابْتَدِرُوا

وَلا يَضُرَّنكُمْ مَنْ ضَلَّ إِنَّهُمُ يُجزَوْنَ فيْ النَّارِ يَوْمَ الدِّينِ مَا جَسَروا

...

يا إِخْوَتي اليَوْمَ أدْعُوكُمْ إلى عَمَلٍ مَعَ الذِيْنَ تَبَنّوا فِعْلَ مَا أُمِرُوا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير