تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لا أملكه .. فتركتهم وذهبت الى أحد المستشفيات العامة .. وكانت حالتها تزداد سوءا .. فرفضوا ادخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى .. فعدت الى المنزل .. لكي اضع لها الكمادات .. ولكنها كانت تحتضر .. بين يدي .. ثم أجهشت في بكاء مرير .. لقد ماتت .. ماتت أسماء .. لاأعلم لماذا خانتني دموعي .. نعم لقد خانتني .. لأني لم أستطع البكاء .. لم أستطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها لا أعلم كيف أصف شعوري .. لا أستطيع وصفه لاأستطع .. خرجت مسرعا ولا أعلم لماذا لم أعد الى مسكني. بل أخذت أعبر الشارع .. فجأة تذكرت الشيء الذي أعطتني إياه أم أسماء فتحته ... فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعه ..

وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة أحبك وأمتزجت بقطرات دم متخثره .. . ياإلهي .. لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمه وعرفت الان لماذا كانت تخفي يديها في آخر لقاء .. كانت أصابعها تعاني من وخز الإبره التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز .. كانت أصدق كلمة حب في حياتي .. لقد كتبتها بدمها .. بجروحها .. بألمها .. كانت تلك الليلة هي آخر ليلة لي في ذلك الشارع .. فلم أرغب في العودة اليه مرة أخرى .. فهو كما يحمل ذكريات جميله .. يحمل ذكرى ألم وحزن .. يحمل ذكرى .... أسماء أحتفظت بقطعة القماش معي .. وكنت أحملها معي في كل مكان اذهب اليه .. وبعدها بشهر .. وأثناء تواجدي في احدى الدول .. وعند ركوبي لأحد المراكب في البحر الأبيض المتوسط .. أخرجت قطعة القماش من جيبي .. وقررت أن أرميها في البحر .. لا أعلم لماذا؟؟ ولكن لأنها تحمل أقسى ذكرى في حياتي .. وقبل غروب الشمس .. امتزجت دموعي بدم اسماء بكلمة احبك .. ورفعت يدي عاليا .. ورميتها في البحر واخذت ارقبها وهي تختفي عن نظري شيئا فشيئا .. ودموعي تسالني لماذا؟؟ ولكنني كنت لااملك جوابا؟؟ أسماء سامحيني .. فلم أعد احتمل الذكرى؟؟ أسماء سامحيني .. فقد حملتني أكبر مما أتحمل؟؟ أسماء سامحيني فأنا لا أستحق الكلمات التي نقشتيها .. أسماء سامحيني ..

البرواز المكسور .. رسالة الى كل أم .. تصحو صباحا .. لتوقظ اطفالها .. فتغسل وجه امل .. وتجدل ظفائرها .. وتضع فطيرتين في حقيبتها المدرسيه؟؟ وتودعها بابتسامة عريضه؟؟ الا تستحق اسماء الحياة؟؟؟ رسالة الى كل رجل اعمال .. يشتري الحذاء من شرق اشياء بثمن بخس .. ليبيعه هنا باضعاف اضعاف ثمنه؟؟ ألا تستحق أسماء الحياة؟؟ رسالة الى كل صاحب مستشفى خاص .. هل أصبح هدفكم المتاجرة بأرواح الناس؟؟ ألا تستحق اسماء الحياة؟؟ رسالة الى كل طبيب في مستشفى حكومي عام .. هل تناسيتم هدفكم النبيل في مساعدة الناس للشفاء من الأمراض بعد إذن الله .. ألا تستحق اسماء الحياة .. ؟؟ رسالة الى كل من مر بالشارع الذي تقيم فيه اسماء .. ونظر الى غرفتهم الخشبية وابتسم .. ألا تستحق أسماء الحياة؟؟

رسالة الى كل من دفع الملايين .. لشراء اشياء سخيفه .. كنظارة فنانة .. وغيرها الكثير .. الاتستحق اسماء الحياة؟؟

رسالة الى البرواز المكسور ..... ألا تستحق أسماء الحياة؟؟ رسالة الى كل من يقرأ هذه القصه .. ألا تستحق أسماء الحياة؟؟

رسالة الى الجميع: أسماء ماتت؟؟ ولكن هناك الآلاف كأسماء .. أعطوهم الفرصة ليعيشوا حياة البشر؟؟

منقول .... للفائدة والعبرة.

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[28 - 02 - 2010, 10:53 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:

نواصل هذه السلسلة القصصية، قصة اليوم بعنوان: محمد الصغير، قصة مؤثرة جدا

بقلم الأديب الشيخ علي الطنطاوي

قال: كنت يومئذ صغيراً، لا أفقه شيئاً مما كان يجري في الخفاء، ولكني كنت أجد أبي ـ رحمه الله ـ يضطرب، ويصفر لونه، كلما عدت من المدرسة، فتلوت عليه ما حفظت من " الكتاب المقدس "، وأخبرته بما تعلمت من اللغة الإسبانية، ثم يتركني ويمضي إلى غرفته التي كانت في أقصى الدار، والتي لم يكن يأذن لأحد بالدنو من بابها، فلبث فيها ساعات طويلة، لا أدري ما يصنع فيها، ثم يخرج منها محمر العينين، كأنه كان بكى بكاءً طويلاً، ويبقى أياماً ينظر إلىَّ بلهفة وحزن، ويحرك شفتيه، فعل من يهم بالكلام، فإذا وقفت مصغياً إليه ولاّني ظهره وانصرف عني من غير أن يقول شيئاً، وكنت أجد أمي تشيعني كلما ذهبت إلى المدرسة، حزينة دامعة العين، وتقبلني بشوق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير