تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[رحمات]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 11:09 م]ـ

هل من جديدٍ هنا؟

ـ[يحيى عيسى الشبيلي]ــــــــ[20 - 12 - 2010, 09:59 ص]ـ

موضوع يستحق الإلتفات له قليلا

ـ[يحيى عيسى الشبيلي]ــــــــ[20 - 12 - 2010, 10:01 ص]ـ

تعتبر مسألة وجود ألفاظ غير عربية في القرآن الكريم من المسائل التي كثر حولها الجدل قديما وحديثا، مما جعلها تفوز بقسط وافر من كتابات القدماء والمحدثين، من مؤيد لورودها في الذكر الحكيم ومن مخالف لذلك، ولكل حججه وأدلته من المنقول أو المعقول.

غير أنني لاحظت فيما لاحظت أن أغلب المحدثين ينزعون إلى أحد الرأيين مستميتين في الدفاع عنه بكل ما تُقدّمُه الدراسات اللغوية الحديثة من مناهج وأفكار، خاصة في مجال المقارنة بين اللغات، هذا المجال الذي اعتبره بعضهم خير دليل على عدم وجود تلك الكلمات الأعجمية في القرآن بسبب أنها تمثل تطورا لكلمات عربية قديمة " أي أن الأصل العربي القديم الذي انحدرت منه تلك الكلمات موجود، وبشيء من المقارنة نحكم على تلك الكلمات بأنها أصيلة في العربية، ولكنها خضعت للتطور)، بينما اعتبره بعضهم الآخر أفضل دليل لنفي عربية تلك الكلمات، إذ اتضح لهم بالمقارنة أن هذه الكلمات التي وردت في القرآن الكريم ذات أصول أجنبية، وأن العرب أخذوها وصقلوها بما يتماشى وقوانين لغتهم، فوقوفهم على تلك الأصول الأعجمية ينفي عندهم عروبة تلك الكلمات. وسنتحدث عن ذلك بإسهاب في حينه.

والذي يهمنا هو أن كل أولئك الدارسين من المحدثين لم يحاولوا التوفيق بين جميع ما توصلوا إليه من نتائج في مجال دراساتهم المقارنة، وإنما ذهب كل فريق بما اعتقد أنه الصواب دون غيره، لا يريد أن يتنازل عن رأيه أو أن ينظر إلى رأي الآخر على أنه يحتمل أن يكون صوابا، خاصة إذا كانت دراساتهم جميعا علمية وتستند إلى حقائق العلم المنهجي الصحيح. ولا بأس أن أورد هنا - وقبل أن نصل إلى مبتغانا من هذه الدراسة - آراء بعض القدماء في هذه المسألة معرجا بعد ذلك على آراء بعض المحدثين، بأدلتها التي سيقت لإثباتها؛ وذلك قصد وضع القارئ أمام معطيات البحث وإشكالاته بدقة.

آراء بعض القدماء

مذهب ابن عباس وعكرمة ومجاهد وغيرهم أنه وقع في القرآن ما ليس من لسان العرب (1)، فمن ذلك (الطور) جبل بالسريانية و (طفقا) أي قصدا بالرومية و (القسط) و (القسطاس) العدل بالرومية (إنا هدنا إليك) تبنا بالعبرانية و (السجل) الكتاب بالفارسية و (الرقيم) اللوح بالرومية و (المهل) عكر الزيت بلسان أهل المغرب و (السندس) الرقيق من الستر بالهندية و (الإستبرق) الغليظ بالفارسية بحذف القاف (السرى) النهر الصغير باليونانية (طه) أى طأ يا رجل بالعبرانية (يصهر) أي ينضج بلسان أهل المغرب (سينين) الحسن بالنبطية (المشكاة) الكوة بالحبشية وقيل الزجاجة تسرج (الدري) المضيء بالحبشية (الأليم) المؤلم بالعبرانية (ناظرين) إناه أي نضجه بلسان أهل المغرب (الملة الآخرة) أي الأولى بالقبطية والقبط يسمون الآخرة الأولى والأولى الآخرة (وراءهم ملك) أي أمامهم بالقبطية (اليم) البحر بالقبطية (بطائنها) ظواهرها بالقبطية (الأب) الحشيش بلغة أهل المغرب (إن ناشئة الليل)، قال ابن عباس (نشأ) بلغة الحبشة قام من الليل (كفلين من رحمته) قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ضعفين بلغة الحبشة (القسورة) الأسد بلغة الحبشة، واختار الزمخشري أن التوراة والإنجيل أعجميان ورجّح ذلك بقراءة الأنجيل بالفتح (2).

وقد يحتج لهذا المذهب عند بعضهم بأن العرب كانت لها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات وبرحلتي قريش، وكسفر مسافر بن أبي عمرو إلى الشام، وكسفر عمر بن الخطاب، وكسفر عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى أرض الحبشة، وكسفر الأعشى إلى الحيرة وصحبته لنصاراها مع كونه حجة في اللغة، فعلقت العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية غيرت بعضها بالنقص من حروفها وجرت إلى تخفيف ثقل العجمة واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرى مجرى العربي الصحيح ووقع بها البيان، وعلى هذا الحد نزل بها القرآن، فإن جهلها عربي ما فكجهله الصريح بما في لغة غيره كما لم يعرف ابن عباس معنى فاطر إلى غير ذلك (3). كما ذهب بعضهم إلى أن تلك الألفاظ لقلتها لا تخرج القرآن عن كونه عربيا مبينا ولا رسول الله عن كونه متكلما بلسان قومه (4).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير