تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لمعالجته للأوزان العربية. ولكي يكون في حِلّ من الشكل المتغير للحروف, فقد استحدث رموزاً بيانية، وهي الرمز

للساكن، والرمز 0 للحرف المتحرك. مثال ذلك "قِفا نَبكِ" = 0 0

0

0.

ذكر الحريري وابن خلكان كلاهما أن الخليل قد لاحظ الإيقاعات المختلفة التي يحدثها الطرق في ورش النحاس المختلفة في سوق البصرة. وقد دله هذا الأمر على فكرة وضع علم الأوزان، وبعبارة أخرى، دله على تحديد طبيعة الإيقاع في أبنية القصائد القديمة. ويتفق هذا الكلام المتأخر مع ما ذكره الجاحظ الذي ذهب إلى القول بأن الخليل هو أول من استطاع التمييز بين الأوزان المختلفة، أي هو أول من تمكن عن طريق الاستماع من التفريق بين البنيات الإيقاعية المختلفة، في الشعر القديم، وهو أول من تمكن من تحليل هذا الإيقاع عن طريق تقسيمه إلى عناصره الوزنية. وقد استكمل نظرية الخليل من حيث التفاصيل عروضيون عرب عاشوا في عصور متأخرة. ولكن إضافاتهم لم تغير شيئاً في المفهوم الأساس لهذا العلم. وقد ظلت البحور الستة عشر توصف إلى يومنا هذا وفق النظام نفسه الذي وضعه الخليل، ذلك لأنها بحور تتحد فقط وفق هذا النظام، من خلال العرض البياني للدوائر العروضية الخمس.

ووفقا لما ذكره الخليل بن أحمد فإن كل بحر يظهر للوجود عن طريق تكرار ثمانية أجزاء إيقاعية توَزّع، وبترتيب محدد. والمصطلح المطبق على التفعيلات المذكورة هو (جزء) وجمعه (أجزاء). وانسجاما مع الاتجاه العام للنحويين العرب فقد قدم الخليل كل واحد من الأجزاء الثمانية بكلمة يسهل تذكرها أو حفظها، وهي مشتقة من الأصل (فعل). تتألف اثنتان من تلك الكلمات الثماني التي يسهل تذكرها كل واحدة منهما من خمسة حروف، والكلمتان هما "فعولن"، و"فاعلن". وست كلمات تتألف كل واحدة منها من سبعة حروف، هي: "مفاعيلن", و"مستفعلن"، و"فاعلاتن"، و"مفاعلتن"، و"متفاعلن"، و"مفعولات".

وسيوضح الجدول التالي للدوائر العروضية الخمس كيف تنشأ البحور الستة عشر من تلك الأجزاء الثمانية. وكي يكون الأمر واضحا، فقد تم فتح الدوائر وعرضها في شكل خطوط مستقيمة، وجيء بشطر بيت واحد فقط من الألفاظ الإيقاعية في كل بحر. "انظر: الدوائر 1 ــ 5، ص 670

جدول الدوائر العروضية


الدائرة الأولى
بحر الطويل | فعو- لن- مفا- عي- لن- فعو- لن- مفا- عي- لن |
بحر المديد - علن |فا- علا- تن- فا - علن- فا- علا- تن- فا .. |
بحر البسيط - علن- فا- علن|مس- تف- علن- فا- علن- مس- تف- .. |
الدائرة الثانية
بحر الوافر | مفا- عَلَ- تن- مفا- عَلَ- تن- مفا- عَلَ- تن|
بحر الكامل - علن-|مُتَ- فا- علن- مُتَ- فا- علن- مُتَ- فا- .. |

الدائرة الثالثة
بحر الهزج | مفا- عي- لن- مفا- عي- لن- مفا- عي- لن |
بحر الرجز -علن|مس- تف-علن- مس- تف-علن- مس- تف- .. |
بحر الرمل -علا- تن | فا - علا- تن - فا- علا - تن - فا .. |

الدائرة الرابعة
بحر السريع | مس- تف- علن- مس- تف- علن- مف- عو- لات |
بحر المنسرح - مس- تف- علن| مس- تف- علن- مف- عو- لات- .. |
بحر الخفيف - لن – فا – علا – تن- | فا- علا- تن- مس- تفع- .. |
بحر المضارع - لا – تن – مفا – عي – لن | مفا- عي- لن - فاع- .. |
بحر المقتضب - مس- تف- علن- مس- تف- علن| مف- عو- لات .. |
بحر المجتث - لن - فا - علا- تن – فا - علا – تن | مس- تفع .. |

الدائرة الخامسة
بحر المتقارب | فعو- لن- فعو- لن- فعو- لن- فعو- لن |
بحر المتدارك - علن | فا- علن- فا- علن- فا- علن- فا .. |

يقوم نظام الدوائر العروضية الخمس على أسس حسابية. فقد رتبت الدوائر وفق عدد الحروف في تفعيلات البحور التي تؤلفها. تشكل الدائرة الأولى البحور الثلاثة: الطويل، والمديد، والبسيط، والتي يضم شطر بيتها الواحد أربعة وعشرين حرفا، ويشكل الدائرة الأخيرة بحرا المتقارب والمتدارك اللذان يضم شطر بيت الواحد منهما عشرين حرفا فقط. وقسمت البحور الباقية التي يضم شطر الواحد منهما واحدا وعشرين حرفا بين الدوائر الثلاثة الوسطى. فوضع البحور داخل الدوائر العروضية هو نظام شكلي كذلك: فقد كتبت أجزاء البحور أولا حول محيط الدائرة. ولذلك، فإن تفعيلات (الهزج) الثلاثة، وهي: مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن، قد أدرجت حول محيط الدائرة الثالثة. ولو أعدنا قراءة الدائرة نفسها، لكن مع اختيار نقطة بداية
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير