تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وحين يصل إلى ترجمة هذه الجملة: Neither attitude towards the teaching of the Arabic metricians (uncritical acceptance or outright rejection) is in fact justifiable. فإنه يترجمها على النحو التالي: ولا يمكن فعليا تبرير أي موقف من الموقفين حيال نظام العروض العربي (اللذان يتراوحان ما بين القبول غير النقدي أو الرفض المباشر).

نجده، وبشكل لا يبرر، يعيد ترجمة الجملة بطريقة أخرى ويضيفها إلى النص، على النحو التالي:

أما بخصوص الموقفين المتعلقين بمذهب العروضيين العرب فلا يمكن أن يكون واحد منهما مبررا في واقع الأمر "الموقفان هما القبول غير المتفق مع قواعد النقد النزيه أو الرفض التام". فهو إذن لم يفد من تكراره للجملة بترجمة أخرى غير التخلص من خطأ الإعراب في قوله (اللذان يتراوحان .. ). والذي يبدو لي هو أنه كان يكتب مسودة للترجمة، يجوز له أن يعدل فيها كيف شاء، ولكن لم يكن من المناسب إطلاعنا عليها.

وهو، أيضا، قد لا يكون واثقا في ترجمته لإحدى العبارات أو الجمل، فتراه يعيد الترجمة في النص ذاته، كما فعل في مسودته التي اشرنا إليها، للنص التالي: The two Asbab, i.e. (sequences of syllables like (kad = ) and (laka = ), do not have a stress of their own in prose either, but (proclitically or enclitically) adapt themselves to the preceding or subsequent words, ……………………

بقوله: "فالسببان، أي صور تتابع المقاطع مثل قد = ــــ، لك = ب ب، لا يملكان النبر في ذاتهما نثرا أيضا، ولكنهما يكيفان نفسيهما مع الألفاظ السابقة واللاحقة (تدغم بالكلمات السابقة أو اللاحقة) ... " فما الداعي لإعادة ما بين القوسين غير أن تكون الأوراق التي قدمها للمجلة كي تطبع هي المسودة؟!

وقد يتوهم المترجم معنى معينا لا يدور إلا في رأسه ثم لما لم يجد كلمة تدل عليه قام بجلبها من عنده مع أنها ليست في الأصل ولا مما يمكن يدور في ذهن المؤلف حتى يفيدنا المترجم بما يقصده، وذلك نحو كلمة (المستعربين) في الجملة التالية: "استمع الخليل لرواة الشعر القديم ودون ملاحظاته في بناء الدوائر على نحو بياني، ولذلك فإن نتائج تحليلات المستعربين (يعني تحليل المستعربين) يمكن أن يؤخذ بها بوصفها دليلا معاصرا".

والكلام السابق هو ترجمة لقول فايل:

Al-Khalil listened to recitals of ancient poetry and embodied his observations graphically in the construction of the circles, hence the results of their analysis can be taken to be contemporary evidence…

فأنت تجده يبدو مرتبكا عند ترجمته لعبارة their analysis وقد خيل إليه أنه يجب أن يخمن المقصود بالضمير فجلب له كلمة (المستعربين)، بل وكررها بين قوسين (يعني تحليل المستعربين)، وكان يجب عليه ألا يشعرنا بارتباكه في هذه الترجمة وأن يمزق مسودتها التي كان يمكن لها أن تستوعب كل محاولاته في الترجمة من غير أن يطلعنا عليها.

ويقول المترجم أيضا: "لو لم تجتمع المقاطع السبعة مع نفسها ... " وحين استغربت من هذه الصياغة عدت للنص فوجدت فايل يقول: the 7 feet are combined

ألم أقل لك أنك لكي تقرأ هذه الترجمة يجب أن ترفقها بالنص الأصلي!

والمترجم لا يتقيد أيضا بالثبات في ترجمة المصطلحات العلمية كما هو الحال في المصطلحين التاليين:

Rising rhythm , falling rhythm فهو يترجم الأولى حينا بالإيقاع الصاعد، وحينا بالإيقاع المتصاعد ولا خلاف على هذه الثانية غير أن المصطلح يترجم دائما ترجمة واحدة غير متذبذبة كما فعل المترجم بين الصاعد والمتصاعد، وكذلك بين الهابط والمتنازل والمتساقط في ترجمات مختلفة للمصطلح الثاني، فقد كان عليه أن يستقر عند إحداها.

وفي نص فايل أيضا عبارات أجنبية لم يقم المترجم بالالتفات إليها، وكان حقا عليه أن يعرضها على من له إلمام بتلك اللغة ليترجمها له ولا مانع من أن يوجه إليه الشكر في المقدمة التي كتبها للنص المترجم، والكلمات هي عن أنواع الإيقاعات الإغريقية، وقد آثر فايل أن يبقيها بأصلها غير الإنجليزي، وهي الأجناس الخمسة التالية للإيقاع الشعري عند الغربيين: الإيامبي والأنتيسباستي والأمفيبراكي والأنابيستي والأيوني.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير