تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا
<<  <   >  >>

ـ[د. حسين حسن طلافحة]ــــــــ[30 - 04 - 2009, 11:18 م]ـ

جزاك الله خيراً الأخ الفاضل "أبو همام" وجزى الله "الباحثة عن الحقيقة"،التي أضافت إضافة جيدة تُشكر عليها. أما السؤال فجوابه:

عموماً العنوان الأكثر وضوحاً هو العنوان الأكثر نجاحاً، أما عن العناوين الروائية فليست دائما تعبر عن مضامين نصوصها بطريقة مباشرة أي تعكسها بكل جلاء وبوضوح، بل نجد بعض العناوين غامضة ومبهمة ورمزية بتجريدها الانزياحي، مما يطرح صعوبة في إيجاد صلات دلالية بين العنوان والنص .. ولكن على القارئ أن يبحث عن العلاقة بين العنوان والنص وأن يبحث عن المرامي والمقاصد والعلاقات الرمزية والإيحائية. فكثير من المبدعين كتبوا نصوصا بعناوين غامضة وبعيدة عن مضامينها مثل: رولان بارت في ( S/Z) وسارتر في ( les mots). وهكذا فإذا كان كل عنوان يحاول أن يلم" شتات النص المعبر عنه ويلخص كل ما ورد فيه من وقائع وأحداث وما تفاعل فيه من شخوص وأبطال في نطاق الزمان والمكان: أي داخل فضاء معين أو فضاءات مختلفة؛ فإن المؤلفين لا يفلحون دائما في اختيار العناوين المعبرة عن محتويات كتبهم أو الدالة على كل ما أرادوا قوله فيها، أو دالا على ما يراه المؤلف أساسيا، أو ذا قيمة خاصة بالنسبة إليه. وهذا ما يؤكد أن كل كتاب أو كل نص أدبي قابل لأن يحمل عنوانا مغايرا أو تسمية أخرى غير تلك التي اختارها المؤلف".* ومن هنا نؤكد أن ثمة عناوين مخادعة ومضللة للقراء، لا تعبر عن محتويات أعمالها ولا تصور لهم الدلالة الحقيقية التي ينطلق بها النص، مثل رواية محمد برادة: لعبة النسيان، أو روايته الثانية: الضوء الهارب، حيث يصير العنوان عبارة عن مجرد تسمية من " تسميات كثيرة ممكنة. وهي على الرغم من اختيار المؤلف ليست ملزمة للقارئ الذي من حقه أن يقترح للكتاب المقروء عنوانا بديلا أو تسمية جديدة، قد تكون أكثر ملاءمة وأصدق تعبيرا عما يرغب المؤلف في إبلاغه إلى المتلقي، أو عما يتوصل إليه القارئ نفسه من خلال قراءته"*.


*إدريس الناقوري: لعبة النسيان- دراسة تحليلية نقدية-، الدار العالمية للكتاب، الدار البيضاء، ط1، 1995، ص:75.

ـ[د. حسين حسن طلافحة]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 12:00 ص]ـ
(ملاحظة) أن يكون العنوان رمزياً لا يعني أن يكون العنوان غامضاً، فالرمزية قد تصل إلى الغموض أحياناً، ولا تحمل معنى الغموض دوماً، ومن أدلة ذلك أن العنوان في الرواية الفنية الحديثة يتسم بعدة خصائص منها: الاختصار والوضوح والإيحائية المجازية والرمزية بآن واحد.

(ملاحظة) يبدو أن الجميع يشارك بامتياز شكر خاص لـ"تيما" التي فتحت موضوع "الإثارة في العنوان"، وسبقها إلى ذلك "الباحثة عن الحقيقة"، لكن بطريقة أخرى.

من أمور الإثارة في العنوان:
1 - اتصاله بحياة الإنسان فرداً كان أو جماعة.
2 - الطرافة في العنوان، كالجمع بين المتباعدات.
3 - موافقته لمفهوم الفن الذي يحتضنه.
4 - إشارته إلى مجهول.

ـ[تيما]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 08:58 م]ـ
شكرا لك دكتور

ومن هنا نؤكد أن ثمة عناوين مخادعة ومضللة للقراء، لا تعبر عن محتويات أعمالها ولا تصور لهم الدلالة الحقيقية التي ينطلق بها النص

أتفق معك في هذه، فكثيرة هي العناوين التي تخدع القارىء وتضلله.
أرى أن اختيار عنوان لرواية أو كتاب من أصعب أنواع العناوين.

هل لي ببعض التوضيح هنا:

الطرافة في العنوان، كالجمع بين المتباعدات.
لو تذكر لنا مثالا على الجمع بين المتباعدات نكن لك من الشاكرين.

ونضيف إلى أمور الإثارة في العنوان:
- استخدام السؤال كما ذكرت أستاذي أثناء الشرح، فالسؤال يثير فضول القارىء ويدفعه للقراءة بحثا عن الجواب.

- استخدام المحسنات البديعية، وهذه تضفي على العناوين جمالا.
وأميل من بينها إلى استخدام السجع والعكس والتبديل.
فعنوان لمقال مثل "صحافة بلا قراء أم قراء بلا صحافة" كفيل بأن يشد القارىء للخوض بين السطور ومعرفة ما فيها.

يُقال إن ما يشد القارىء ويجذبه للموضوع ثلاثة أشياء:
- العنوان
- طريقة العرض
- اسم الكاتب

وعليه، قد يكون حسن اختيار العنوان مدخلا رائعا للكاتب الناشىء للدخول إلى عالم الشهرة.
.
.

ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 09:33 م]ـ
نتابع بارك الله فيكم

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 09:48 م]ـ
] [/ color]
* الايجاز والشكل في العنوان
يشترط في الايجاز أن لا يكون مخلاً بالتعبير عن الموضوع، وفي الوقت نفسه، ينبغي أن لا يكون أقرب إلى الشرح أو التوضيح. ويأتي العنوان جملة اسمية كـ"المتنبي شاعر العر العباسي"، ويأتي فعلية كـ"اذكريني".

.

بارك الله فيك دكتور حسين واسمح لي أن أمثل على ما لونته بالأحمر.
ألّف كاتب كتابا حول مسألة فقهية في أكثر من مئتي صفحة وجعل العنوان هو ما خلص إليه من البحث الطويل فاكتفى القارئ بالعنوان فقط عن قراءة الكتاب ولا أريد أن أكتب اسم الكتاب.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير