ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 05:36 م]ـ
النثر في الجاهلية
النثر عكس النظم، وقال الأدباء: النثر كلام منثور لا يقيده وزن وقافية.
ومن المعلوم أن الحياة الجاهلية في حدودها السياسية والاجتماعية، لا تتسع للفن الكتابي الذي إنما هو ينشأ بنشوء الجماعات المنظمة.
والعرب في الجاهلية كانوا يعتمدون في الجاهلية على الكتابة في حاجاتهم الاقتصادية لا لتدوين شعرهم أو نثرهم، وإذا كان الشعر الجاهلي الذي وصل إلينا ليس بقليل، فلأن العرب في الجاهلية نظموا أكثر مما نثروا.
الخطب:
لم يكن حظ الخطابة في الجاهلية كحظها في الإسلام، ولكنها وجدت فيه على قدر ما، واشتهر خطباء مثل قس بن ساعدة الأيادي، وأكثم بن صيفي التميمي.
وأكثر ما كانت الخطب عندهم قصيرة لقلة تعدد أغراضها ولأنها أسهل للحفظ، وكانوا يستخدمون الألفاظ المأنوسة، والمعاني الواضحة بغية التأثير والاقناع، وربما تخللها الشعر دون تعمد من الخطيب لأن نثرهم بما فيه من رنة موسيقية وتقيد أحيانا بالوزن والقافية، يندمج في الشعر من تلقاء نفسه، فيتحول نظما ثم يعود إلى حاله.
وذلك لأن الشعراء كانت لهم مكانة وللخطباء مكانة دونها، فالشعر أحفظ لمفاخر القبيلة، لأنه أسهل للرواية.
وقد يكون الشاعر خطيبا أو الخطيب شاعرا ن ولكن تغلب عليه أحد الصفتين فيسمى بها، وغالبا يكون خطيب القبيلة شيخها أو أميرها، وقد يكون قاضيها وقائدها معا.
وموضوعات الخطب محصورة في أغراض محددة هي:
1 - المواعظ الدينية
2 - المفاخرة والمنافرة
3 - التحريض على الأخذ بالثأر
4 - الحض على الصلح بعد الحرب
5 - الوصايا والنصائح
الأمثال:
للعرب في الجاهلية أقول كثيرة ذهبت أمثالا، فمنها ما كان شعرا، ومنها ما كان نثرا، وقد جمع الميداني طائفة كبيرة في كتابه: مجمع الأمثال.
ومن هذه الأقوال يمكننا أن نعرف شيئا من أخلاق العرب وأحوالهم، وهي في جملها القصيرة تمثل بلاغة الجاهلي وايجازه، ومقدار ما وصل إليه من قوة التعبير.
ولكن الأمثال الجاهلية مخلوطة بالأمثال الإسلامية فلا يتسنى التمييز بينهما إلا إذا كان في المثل ما يدل على جاهلية صاحبه، ومنها:
(إن الهزيل إذا شبع مات، أول الشجرة النواة، إن أخاك من آساك، المرء بأصغريه).
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 05:41 م]ـ
شعراء العصر الجاهلي:
الشنفري
حياته:
هو أحد صعاليك العرب وعدائيها، جاهلي قديم، والمشهور أن اسمه ثابت بن أوس الأزدي، ولقب بالشنفري لعظم شفتيه، اختلف في مولده فقيل أنه نشأ في قومه الأزد ثم أغاظوه فهجرهم، وقيل ولد في بني سلامان أو أنهم سبوه وهو صغير فنشأ بينهم فلما عرف حقيقة أمره هرب مضمرا لهم الشر، وأقسم أن يقتل منهم مائة.
آثاره:
له أشعار متفرقة في كتب الأدب وكلها في وصف غاراته وشدة بأسه، وأشهرها قصيدته المعروفة بلامية العرب، وقد شك البعض بنسبتها إليه وأضافها ابن دريد إلى خلف الأحمر، ونسبها غيره لشعراء صدر الإسلام، على أن هذا الشك لا يضيرها من حيث تعابيرها الجاهلية وموافقتها لحياة الشنفري.
ميزته:
يمثل الشنفري في شعره الخشن حياة البدوي الغليظ الطباع، الذي جافاه قومه فأبت نفسه الحرة أن تحمل الضيم فتركهم ساخطا عليهم، لأنهم خذلوه في جناية اقترفها.
وحياة هذا الشاعر مليئة بالجرائم، فكان يقطع الطرق على المسافرين، يستبيح أموالهم، أو يغير على الأحياء الآمنة، وفي لاميته يصور أخلاقه وعاداته ويصف غارة له في الليلة المظلمة الباردة، وعودته قبل الصباح بعدما أيم النساء وأيتم الأولاد، فيمثل بايجاز بديع حياة صعاليك العرب.
المهلهل
حياته:
هو أبو ليلى عدي بن ربيعة التغلبي أخو كليب وائل وجد عمرو بن كلثوم لأمه، وقيل إنه خال امرئ القيس، وزعموا أنه سمي مهلهلا لأنه هلهل الشعر أي أرقه.
وعرف بالشجاعة والاقدام، غير أن ابن سلام يقول: ((وزعمت العرب أنه كان يتكثر ويدعي في قوله بأكثر من فعله))، وكان يقضي أوقاته في اللهو ومعاقرة الخمر ومصاحبة النساء فلقبه أخوه كليب (زير النساء) أي كثير الزيارة لهن.
ولم يكن ينظم من الشعر إلا بعض أبيات في الغزل والملاهي حتى قُتل أخوه، فأهابت به عاطفة الحزن فنظم القصائد الطوال في رثاء أخيه.
¥