تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نظرت إليك بمثل عين الجؤذر = وتبسمت عن مثل سمطي جوهر

وانظر في (تحفة القادم) على (الوراق) ما قيل في وصف الأنهار، عند قوله: (كثر التولع بهذه الأبيات). أما ابن مرج الكحل: فهو أبو عبد الله، محمد بن إدريس بن علي. من مشايخ شعراء الأندلس في عصر الموحدين، ذكره الرعيني ضمن شيوخه في (برنامجه) وترجم له ابن الأبار في (التكملة) وابن سعيد في (المغرب) ولسان الدين في (الإحاطة) وآخرون، ووهم القفطي في كتابه (المحمدون) حيث جعل (مرج الكحل) اسم بلدة في جزيرة شقر، وقال في نسبته: (الكحلي)؟.

ولد مرج الكحل عام (554هـ) في أسرة فقيرة، كانت تتعيش ببيع السمك، في (جزيرة شقر) شرقي الأندلس، وهي جزيرة نهرية، من جزر (بلنسية) وبينهما (18) ميلاً. وكان كما ذكر عبد الملك المراكشي (مبتذل اللباس على هيئة أهل البادية، ويقال: إنه كان أميا) أي في مطلع شبابه. وقد شهد في شبابه (معركة الأرك) عام (591هـ) التي أسفرت عن أكبر انتصارات المسلمين في الأندلس، ثم لم يبرح أن شهد معركة (العقاب) وهي المعركة التي هزم فيها المسلمون شر هزيمة عام (609) والتي كانت بداية لأفول نجم دولة الموحدين. وخاصة بعد ثورة زيان بن مردنيش في بلنسية في صفر (626هـ). وكانت وفاته في بلده يوم الإثنين (2/ ربيع الأول/ 634هـ) وذلك بعد سقوط قرطبة بعام واحد. وقبل عامين من سقوط بلدته (بلنسية). ولا يزال ديوانه في عداد الدواوين المفقودة، وذكر ابن الأبار في ترجمته ديوانه فقال: (وقد حُمل عنه ديوان شعره، وسمعت بلفظه كثيرا منه). انظر ما وصلنا من شعره منشورا في (الموسوعة الشعرية: الإصدار الثالث) ومجموع شعره فيها (221) بيتا، في (52) قطعة. وزاد د. جرار قصيدة على نشرة الموسوعة، تقع في (11) بيتا، وهي القطعة (48) في نشرته، استخرجها من (الذيل والتكملة) وأولها: (الحمد لله على كل حال) ومن أخطاء نشرة الموسوعة، أن البيت الأول والثاني من القطعة (خففوا عنا قليلا) ليست من شعر مرج الكحل. وسقوط البيت (9) من القطعة (19) حسب نشرة جرار.

ومن جميل شعره قوله:

فلا رحلت إلا بقلبي ظعينة = ولا حملت إلا ضلوعيَ هودجا

وقوله:

يا عاذلي ماذا تضرُّك شقوتي = القلبُ قلبي والعذابُ عذابي

وقوله:

وقالوا ذُكرنا بالغنى فأجبتهم = خمولاً وما ذكر مع البخل ماكثُ

وما ضر أصلا طيبا عدمُ الغنى = إذا لم يغيره من الدهر حادث

واشتهر من أمره مهاجاته الشاعر أبي حريز محفوظ بن مرعي الشريف، القائل في مرج الكحل:

قد أهلك الإسلامَ شؤمُ مديحه = هلا أشار بمدحه للروم

ومما هجاه به مرج الكحل قوله:

وغدٌ يرى الصلوات نافلة له = ويقول بالتعطيل والتحريف

وقوله:

أيا عجبا ما للشريف يذمني = ويبغضني حتى كأني مسجدُ

ولا عيب عندي غير أني مسلم = وأنَّ اسْمِيَ اسْمُ الهاشميِّ محمدُ

ومن نوادره ما حكاه لسان الدين في (الإحاطة) من أن صديقه أبا بكر محمد بن جهور كتب إليه بعد أن رأى له (مرجا أحمر) قد أجهد نفسه في خدمته فلم ينجب:

يا مرج كحل ومن هذي المروج له = ما كان أحوج هذه الأرض للكَحَل

ما حُمرة الأرض عن طيب وعن كرم = فلا تكن طمعا في رزقها العجل

لكن شيمتها إخلاف صاحبها = فما تفارقها كيفية الخجل

فأجابه بقوله:

يا قائلا إذ رأى مرجي وحمرته = ما كان أحوج هذا المرج للكَحَل

هو احمرار دماء الروم زيّلَها = بالبيض من مرّ من آبائي الأُوَل

أجبته إذ حكى من قد فتنت به = في حمرة الخد أو إخلافه أملي

ـ[ديما]ــــــــ[30 - 03 - 2007, 05:11 م]ـ

وايضا كتاب نفح الطيب

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير