وقف أعرابي معوج الفم أمام أحد الولاة فألقى قصيدة في الثناء عليه التماساً لمكافأة , ولكن الوالي لم يعطه شيئاً وسأله: مابال فمك معوجاً , فرد الشاعر: لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس.
حكمة القاضي إياس!
قال رجل للقاضي اياس بن معاوية: لو أكلت التمر تضر بني؟
قال: لا.
قال: لو شربت ُقدراً من الماء تضربني؟
قال: لا.
قال الرجل: شرب التمر (النبيذ) أخلاط منها فكيف يكون حراماً؟
قال إياس: لو رميتك بالتراب أيوجع؟
قال: لا.
قال: لو صببتُ عليك قدراً من الماء أينكسر عضو منك؟
قال: لا.
قال: لو صنعت من الماء والتراب طوباً فجف في الشمس فضربت ُبه رأسك فكيف يكون؟
قال: ينكسر الرأس.
قال إياس: ذاك مثل هذا.
قطوف من البلاغه والادب:
قيل: للإمام عبد الله بن مبارك – رحمه الله – إنك تكثر الجلوس وحدك!.
فغضب وقال: أنا وحدي!. أنا مع الأنبياء والأولياء والحكماء والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم أنشد هذه الأبيات وهي لمحمد بن زياد:
ولي جلساء ما أملَ حديثهم
ألبّاءُ مأمونون غيبا ومشهدا
إذا ما اجتمعنا كان أحسن حديثهم
مُعينا على دفع الهجوم مؤيدا
يُفيدونني من علْمِهم عِلْمَ مامضى
وعقلا وتأديبا ورأيا مُسددا
بلارقْبةٍ أخشى ولاسُوء عشرةٍ
ولاأتّقي منهم لسانا ولايدا
قيل: لطويس ما بلغ من شؤمك؟
قال: وُلدتُ يوم تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وفُطِمتُ يوم تُوفي أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه،
وخُتنِتُ يوم أن مات عُمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه،
وراهقتُ يوم قُتِل عثمان رضي الله عنه وأرضاه،
وتزوَّجتُ يوم قُتِل عليٌ رضي الله عنه وأرضاه،
وَوُلِدَ لي يوم قُتِل الحسين رحمه الله.
(وفيه المثل: أشأمُ من طويس).
قال أبو الحسن المدائني كما نقل النووي في " شرح مسلم "
كانت الطواعين العظام المشهورة في الإسلام خمسة:
1. طاعون شيرويه بالمدائن (في العراق) على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سنة ست من الهجرة.
2. طاعون عمواس في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان بالشام، مات فيه خمسة وعشرون ألفا، وكان سنة ثماني عشرة من الهجرة.
3. طاعون الجارف في زمن ابن الزبير في شوال سنة تسع وستين من الهجرة هلك في ثلاثة أيام، كل يوم سبعون ألفا، ومات فيه لأنس بن مالك رضي الله عنه – خادم النبي صلى الله عليه وسلم –ثلاثة وثمانون ابنا، ويقال: ثلاثة وسبعون ابنا. ومات لعبدالرحمن بن أبي بكرة أربعون ابنا.
4. طاعون الفتيات؛ لأنه بدأ بالعذاري، في شوال سنة سبع وثمانين من الهجرة بالبصرة وواسط والشام والكوفة.
5. طاعون في رجب سنة إحدى وثلاثين ومائة، واشتد في شهر رمضان، فكان يحصى في سكة المربد في كل يوم ألف جنازة ثم خف في شوال.
قصد رجل أبا حنيفة النعمان - رحمه الله – فقال له:
ماتقول: في رجل لايرجو الجنة
ولايخاف من النار،
ولايخاف الله تعالى،
ويأكل الميتة ,
ويصلي بلا ركوع ولاسجود،
ويشهد بما لم يره،
ويبغض الحق،
ويحب الفتنة،
ويفر من الرحمة،
ويصدق اليهود والنصارى؟
فقال: أبو حنيفة للرجل – وكان يعرفه شديد البغض له – يا هذا سألتني عن هذه المسائل، فهل لك بها علم؟
قال الرجل: لا.
فقال: أبو حنيفة لأصحابه ما تقولون في هذا الرجل؟
قالوا: شر رجل، هذه صفات كافر. فتبسم أبو حنيفة،
وقال لأصحابه هو من أولياء الله تعالى حقا.
ثم قال للرجل: إن أنا أخبرتك أنه من أولياء الله فهل تكف عني أذاك وسوء لسانك؟
قال: نعم.
قال أبو حنيفة: أما قولك لايرجو الجنة ولايخاف النار، فهو يرجو رب الجنة، ويخاف رب النار.
وقولك: لايخاف الله، فإنه لايخاف الله تعالى أن يجور عليه في عدله وسلطانه، قال تعالى: (وما ربك بظلاَّّم العبيد).
وقولك: يأكل الميتة فهو يأكل السمك.
وقولك: يصلي بلاركوع أوسجود، أراد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أوصلاة الجنازة.
وقولك: يشهد بما لم يره اراد شهادة ان لا اله الا الله.
وقولك: يحب الفتنة، أراد أنه يحب المال والولد. قال تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة).
وقولك: يفرّ من الرحمة، أراد أنه يفرّ من المطر وهو غيث ورحمة.
¥