فاشهد عند اللّه إني أحبها ... فهذا لها عندي فما عندها ليا
قضى اللّه بالمعروف منها لغيرنا ... وبالشوق مني والغرام قضى ليا
وإن الذي أملت يا أم مالك ... أشاب فؤادي واستهان فؤاديا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة ... وقد عشت دهراً لا أعد اللياليا
واخرج من بين البيوت لعلني ... أحدث عنك النفس بالليل خاليا
أراني إذا صليت يممت نحوها ... بوجهي وإن كان المصلي ورائيا
وما بي اشراك ولكن حبها ... وعظم الحوى أعيى الطبيب المداويا
أحب من الأسماء ما وفق اسمها ... وأشبهه أو كان منه مدانيا
خليليّ ليلى أكبر الحاج والمنى ... فمن لي بليلى أو فمن لها بيا
لعمري لقد أبكيتني يا حمامة العقيق ... وأبكيت العيون البواكيا
خليليّ ما أرجو من العيش بعدما ... أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا
وتجرم ليلى ثم تزعم أنني ... سلوت ولا يخفى على الناس ما بيا
فلم أر مثلينا خليلي صبابة ... أشد على الرغم الأعادي تصافيا
خليلان لا نرجو اللقاء ولا ترى ... خليلين إلا يرجوان تلاقيا
وإني لاستحييك أن تعرض المنى ... توصلك أو أن تعرضي في المنى ليا
يقول أناس على مجنون عامر ... يروم سلوا قلت أنى لما بيا
إذا ما استطال الدهر يا أم مالك ... فشأن المنايا القاضيات وشأنيا
إذا اكتحلت عيني بعيني لم تزل ... بخير وجلت غمرة عن فؤاديا
فأنت التي إن شئت شقيت عيشتي ... وأنت التي إن شئت أنعمت باليا
وأنت التي ما من صديق ولا عدى ... يرى نضو ما أبقيت الارثي ليا
أمضروبة ليلى عليّ أزروها ... ومتخذ دين لها أن ترانيا
إذا سرت في الأرض الفضاء رأيتني ... أصانع رحلي أن يميل حياليا
يميناً إذا كانت يميناً وإن تكن ... شمالاً ينازعني الهوى عن شماليا
وإني لاستغشى وما بي نعسة ... لعل خيالاً منك يلقي خياليا
هي السحر إلا أن السحر رقية ... وإني لا ألقي لها الدهر راقيا
إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا ... كفى المطايانا بذكراك هاديا
ذكت نار شوقي في فؤادي فأصبحت ... لها وهج مستضرم في فؤاديا
ألا أيها الركب اليمانون عرّجوا ... علينا فقد أمسى هوانا يمانيا
أسائلكم هل سال نعمان بعدنا ... وحب إلينا بطن نعمان واديا
ألا يا حمامي بطن نعمان هجتما ... عليّ الهوى لما تغنيتما ليا
وأبكيتماني وسط صحبي ولم أكن ... أبالي دموع العين لو كنت خاليا
ويا أيها القمريتان تجاذبا ... بلحنيكما ثم اسجعا علانيا
فإن أنتما استطربتما أو أردتما ... لحاقاً بأطلال الغضى فاتبعانيا
ألا ليت شعري ما للعلى وما ليا ... وما للضبا من بعد شيب علانيا
ألا أيها الواشي بليلى ألا ترى ... إلى من تشها أو لمن أنت واشيا
لئن ظعن الأحباب يا أم مالك ... فما ظعن الحب الذي في فؤاديا
فيا رب إذ صيرت ليلى هي المنى ... فزنى بعينيها كما زنتها ليا
وإلا فغضا إلي وأهلها ... فإني بليلى قد لقيت الدواهيا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه ... وإن كنت من ليلى على اليأس طاويا
خليليّ إن ضنوا بليلى فقرّبا ... إلى النعش والأكفان واستغفرا ليا