{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} الشورى2
ـ[ابو مالك التميمي]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 08:42 م]ـ
بوركت أبا سهيل على الانتقاء الرائع.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 10:09 م]ـ
مقتطفات لطيفة كاختياراتك أخي أبو سهيل، فبارك الله لك.
جزاك الله خيرا أستاذنا الغنام
ولا حرمنا الله إطلالتك
دمت ودودا
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 10:15 م]ـ
الأستاذة أحلام أحسن الله إليك
وجزاك خيرا على هذه المشاركة الطيبة
وإليك هذه الدرة البهية من كلام ابن الجوزي في صيد الخاطر
التفكر في الله ومحبته
تأملت قوله تعالى: " يُحِبُّهُم وَيُحبُّونهُ ". فإذا النفس تأبى إثبات محبة للخالق توجب قلقاً وقالت: محبته طاعته، فتدبرت ذلك فإذا بها قد جهلت ذلك لغلبة الحس. وبيان هذا: أن محبة الحس لا تتعدى الصور الذاتية، ومحبة العلم والعمل ترى الصور المعنوية فتحبها.
فإنا نرى خلقاً يحبون أبا بكر رضي الله عنه، وخلقاً يحبون علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقوماً يتعصبون لأحمد بن حنبل، وقوماً للأشعري، فيقتتلون ويبذلون النفوس في ذلك.
وليسوا ممن رأى صور القوم، ولا صور القوم توجب المحبة.
ولكن لما تصورت لهم المعاني فدلتهم على كمال القوم في العلوم، وقع الحب لتلك الصور التي شوهدت بأعين البصائر.
فكيف بمن صنع تلك الصور المعنوية وبذلها؟ وكيف لا أحب من وهب لي ملذوذات حسي، وعرفني ملذوذات علمي؟ فإن التذاذي بالعلم وإدراك العلوم أولى من جميع اللذات الحسية، فهو الذي علمني وخلق لي إدراكاً وهداني إلى ما أدركته. ثم إنه يتجلى لي في كل لحظة في مخلوق جديد، أراه فيه بإتقان ذلك الصنع، وحسن ذلك المصنوع.
فكل محبوباتي منه، وعنه، وبه، الحسية والمعنوية، وتسهيل سبل الإدراك به، والمدركات منه، وألذ من كل لذة عرفاني له، فلولا تعليمه ما عرفته.
وكيف لا أحب من أنا به، وبقائي منه، وتدبيري بيده ورجوعي إليه، وكل مستحسن محبوب هو صنعه وحسنه وزينه وعطف النفوس إليه. فكذلك الكامل القدرة أحسن من المقدور، والعجيب الصنعة أكمل من المصنوع، ومعنى الإدراك أحلى عرفاناً من المدرك.
ولو أننا رأينا نقشاً عجيباً لاستغرقنا تعظيم النقاش وتهويل شأنه، وظريف حكمته عن حب المنقوش. وهذا مما تترقى إليه الأفكار الصافية، إذا خرق نظرها الحسيات ونفذ إلى ما وراءها، فحينئذ تقع محبة الخالق ضرورة.
وعلى قدر رؤية الصانع في المصنوع يقع الحب له.
فإن قوي أوجب قلقاً وشوقاً.
وإن مال بالعارف إلى مقام الهيبة أوجب خوفاً.
وإن انحرف به إلى تلمح الكرم أوجب رجاء قوياً، " قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ "
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 10:19 م]ـ
بوركت أبا سهيل على الانتقاء الرائع.
أسعدني مرورك يا أبا مالك فلك كل الشكر
دمت بخير وعافية
ـ[أحلام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 10:44 م]ـ
الأخ الفاضل أبوسهيل
كل الشكر على هذا التعقيب الطيب
وجزاك الله خيرا
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 12:03 ص]ـ
أبا سهيل، شكراً لهذه المقتطفات الرائعة من لغتنا الجميلة،
و لتسعد أكثر فقد قمت بإلقائها على من كان معي في غرفتي فأعجبوا بها كثيراً.
دمت رائعاً.
.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 12:14 ص]ـ
لك الشكر أستاذتنا صاحبة السر
وأسأل الله أن يسعدك في الدارين الدنيا والآخرة
و لتسعد أكثر فقد قمت بإلقائها على من كان معي في غرفتي فأعجبوا بها كثيراً.
ربما كان إعجابهم بإلقائك الجيد:)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 04:06 ص]ـ
ولا تزال فلك الشعر تجري في بحار حب الله ومنها:
هنيئاً لمن أضحى وأنت حبيبه = ولو أنَّ لوعاتِ الغرامِ تُذيبه
وطوبى لعبدٍ أنتَ ساكنُ سرِّه = ولو بانَ عنه إلفه وحبيبه
وما ضرَّ صباً أن يبيتَ وماله = نصيبٌ من الدنيا وأنتَ نصيبه
ومن تكُ راضٍ عنه في طي غيبه = فما ضَرَّه في الناس من يستغيبه
فيا علَّةً في الصدر أنت شفاؤها = ويا مرضاً في القلب أنت طبيبه
تصدق على من ضاع منه زمانه = ولم يَدْر حتى لاحَ منه مشيبه
تالله ما أحلى الحديث عن حب الله
وكيف لا؟ وقد جبلت القلوب على محبته!
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[12 - 02 - 2008, 12:02 ص]ـ
ولا تزال الفلك تجري
أناجيك في ليلي وفي العين أدمعُ = ومالي إلا رحمة منك تشفعُ
أأدعوك جهرا أم أناجيك خفية؟ = وأنت لزحف الظل والنمل تسمع
وأخشع في ذلي لديك فأنثني = وفي النفس إحساس من العز أرفع
وأحسب أني قد بلغت تجليا = وإذ بيَ في درع من الطين أصرع
فؤاديَ في كفيك ليس يناله = سواك فمن للقلب إلاك مرجع
وعينيَ كم جالت دموع حبيسة = بمقلتها ترجو انسكابا فتمنع
بذلت قصارى الجهد أرجو مكانة = لديك متى يارب للنور أرجع؟
صبرت وهل أقوى على الصبر بعدما = غدوت كليلا ليس في القوس منزع
إلهيَ إن كانت ذنوبي كثيرة = فعفوك يألله للذنب أوسع
مُنَى القلب أن يحيا صفاء مجنِّحا = لدى نورك القدسي يسمو ويخشع
¥