6. كما يرى المؤلف أن الجيل الأول كان "ديمقراطيا" في نقده والجيل الجديد "إرهابيا" فيه, لأن هؤلاء "سلطوا على رقاب الناس سيف الحداثة وكأن الحداثة أمر مكتمل واضح الحدود وليست أمرا خلافيا تتفاوت فيه الآراء وتتباين وجهات النظر". (16)
7. ويكمل الكاتب أن الجيل الماضي كان "قليل أدوات المعرفة النقدية" مقارنة بالجيل الجديد الذي "تدفقت عليه التيارات النقدية العالمية". (16)
8. يرى الكاتب أن النقد الجديد "غلب عليه الاضطراب والارتجال, فالمعايير النقدية تسوى على عجل والنقاد ينتقدون دون تريث أو أناة". كما غلب عليه "الغموض والبلبلة والالتواء" فبات النقد "أشد غموضا من الآثار الإبداعية نفسها". (17)
9. يرى المؤلف أن النقد يجب "أن يصدر من رؤية شمولية للحياة وعن موقف محدد منها يعرف وظيفة النقد في المجتمع على نحو ما يعرف وظائف سواه من وجوه النشاط البشري الأخرى", وأن المناهج النقدية "تعبير عن مواقف ثقافية وسياسية محددة وتجسيد لها". (17)
10. ويرى أن الخطاب النقدي "خطاب تصوري" لا يقبل الغموض. والخطاب الشعري خطاب جمالي لا يعبر عن أفكار البشر في زمن معين فحسب, بل يعبر عن "مناخهم الروحي ومشاعرهم, أي عن إحساسهم بالعالم". وهذا الإحساس بالعالم ظاهرة "اجتماعية نفسية". والقول الشعري يقصد إلى "شيء من البلبلة أوالتشويش" ووظيفة النقد هي "الإضاءة والكشف والتقويم". (17)
11. يرى المؤلف أن الحداثيين العرب حينما أرادوا أن يكونوا "طليعة" تحولوا إلى "نخبة". (17)
12. فتعمقت الفجوة بين الشعر والمتلقي, فصار النص الشعري "كتابة هيروغليفية أو نصا من نصوص التعمية لا يقوى على قراءته إلا النخبة المصطنعة الموهومة", "فاختلط الشعر باللاشعر واختلط النقد بالتهويم والتمجيد والإفراط العاطفي الذي جاوز ميوعة الرومانسية وزها الجميع بروح الاستعلاء النخبوية وغاب عن هؤلاء ( ... ) أنهم يكتبون لمجتمع مثقل بالهموم والمشكلات, وفي ظل ثقافة سيطر عليها الوعي الزائف حتى عمّى الحدود بين المفاهيم وأن فقر الدلالة الإنسانية والمضمون الاجتماعي في الأدب يمسخ اللغة ويفرغها من مخزونها التاريخي الاجتماعي, وينتهي بها إلى ضمور شديد في وظيفتها وقصور في طاقاتها, فتغدو أداة للتدابر والتقاطع وتأكيد الذات والانفصال بدلا من أن تكون أداة تربط بين البشر بروابط حميمة حارة." (18 - 19)
13. يرى الكاتب أن الشعر يغدو من جراء هذه الممارسة اللغوية "أشبه بما تنتجه صناعة التسلية". "فالحديث عن أداة مقصودة لذاتها لا مرجعية لها في الواقع –لأنها قطعت كل صلة لها بتراثها- هو ضرب من العبث وانحدار بالشعر معا". (19)
14. وهذا مما يجعل النقد "عبثا وفوضى" دون عيار بدلا من أن يكون "علما مناسبا لمادته وموضوعه". (19)
15. يريد الكاتب للنقد "أن يرفع المتلقي إلى مستوى عال ولا يكون ذلك إلا بنقد واضح دقيق يكشف ويوضح ويقوم ويعمق الخبرة النقدية لدى المتلقي فيصقل حساسيته وينمي إحساسه بالجمال ووعيه بوظيفة النقد والشعر على حد سواء." (20)
16. ويرى أن لغة النقد الحديث اعتراها "البرود والغثاثة والفتور". فليس فيها "رشاقة القول ولا توهج الإحساس ولا جمال الأدب أو بلاغة التعبير. فهو نقد سلب حرارة الموقف وذوت فيه نضارة الإحساس بالعالم الشعري الذي يتحدث عنه وغاب عنه التذوق الحار وذبلت فيه فتنة الدهشة, فغدا نقدا شاحبا منطفئا قاتما لا تسري في عروقه غبطة القول أو يقظة الروح أو نسمة الحياة الهادئة العليل." (20)
17. ويرى الكاتب أن "اضطراب المصطلح النقدي" أحد سمات النقد الحديث. حيث أن المصطلحات النقدية المستعملة لم تستقر بعد (في زمنه) وما زال مختلفا فيها. (21)
18. وسمة أخرى هي "الثرثرة" التي يعج بها النقد, فهو مطنب. (21)
19. يرى الكاتب أن النقد والشعر جزء من المشروع الحضاري للموازنة بين "تليد يحرسه جلال الماضي وطارف تذود عنه فتنة المعاصرة". (22)
20. يريد الكاتب إعادة النظر في الشعر القديم واكتشافه من جديد وإنتاج معرفة جديدة به, من زاوية دور الشعر في الحياة وعلاقته بالواقع ورؤية الإنسان لهذا الواقع ومفاهيمه وموقفه منه. (22)
21. يميز المؤلف بين القراءة القديمة التي كانت "وسيلة لاكتساب المعرفة" والقراءة المعاصرة التي أصبحت "فعلا معقدا شديد التعقيد". (23)
¥