بعنان بغلته، فلما غشيه المشركون نزل فجعل يقول:
أنا النبي لا كذب**** أنا ابن عبد ا لمطلب
فما رئي من ا لناس يومئذ أشد منه.
ويضيف أيضا "إن الأدب حين يغدو سلاحا في يد الدعوة والدعاة، ويتحول إلى لسان صدق يهدي إلى الله عز وجل، ويحض على الخير والبر والإحسان، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، ويغري بالفضائل ويزينها، وينفر من الرذائل ويقبحها، إنما يدخل في رحاب الإسلام من أوسع أبوابه، ويستحق ثواب الله ورضوانه ومرضاة رسوله، ويغدو الأديب الذي ينتجه أهلا لأن يلهم طيب القول ويهدي إلى الصواب".
فهل يعي الأدباء قيمة الأدب وأثره في بناء المجتمعات والدعوة إلى الله والدفاع عن الإسلام وأهله ومبادئه وعقيدته، فيسخروا مقدرتهم الأدبية بشتى صنوفها في الدفاع عن هذا الدين ونشر توجيهاته وإرشاداته لا في هدم الفضائل وتدمير القيم.
التعليق من وجهة نظري على هذا الموضوع:
لا شك أن الأدب بجميع أنواعه يعتبر من تراث الأمم وحضاراتها، ومما تعتز وتفخر به، فهو يحفظ مآثرها ويظهر أمجادها، وينشر لغتها وإبداعاتها، ويقرر عقائدها وأفكارها وتوجهاتها، ثم هو يصل إلى النفوس بجماله ويؤثر فيها بحسنه.
ولذا نجد القرآن الكريم نزل في غاية الإبداع والبلاغة والتأثير، فلم يسمعه أهل اللغة والبلاغة إلا وتأثروا به، وعجبوا لبلاغته وفصاحته، ووقفوا مشدوهين لشدة أثره وعظيم فعله، حتى كان سبب إسلام الكثيرين، وعلى نفس المنوال نجد النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه بلاغة وفصاحة وبيانا، وهو القائل "أوتيت جوامع الكلم" و"إن من البيان لسحرا".
من أجل ذلك كله نجد القرآن يدعو المسلمين إلى ضرورة استخدام البلاغة والفصاحة وعلى رأسها القرآن الكريم في الجدال مع الآخرين ونصحهم وتوجيههم، وعد ذلك من الجهاد، كما قال سبحانه: "وجاهدهم به جهادا كبيرا"، يعني القرآن الكريم، وقال عز وجل: "وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا"، والآيات كثيرة في هذا المعنى، والنبي صلى الله عليه وسلم يدعو الأدباء من أصحابه إلى إظهار ما عندهم من ملكة للرد على كفار قريش، مبينا لهم أن جبريل عليه السلام معهم، ويبين في أكثر من موضع قيمة البلاغة وأثرها، وثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة.
ومن المعلوم أن الجهاد ضروب متنوعة، والأدب بأنواعه منها، فلئن كان هناك جهاد بالنفس والمال حينما يبذلها صاحبهما في سبيل الله، فإن هناك جهادا بالكلمة يقف جنبا إلى جنب مع الجهاد بالنفس والمال، بل إن الجهاد بالكلمة أندر، والحاجة إليه بسبب ندرته أشد، إذ لا يملكه إلا القلة القليلة من الناس والأدب يعتبر وسيلة ناجحة في الدعوة إلى الله
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 11:01 م]ـ
مارأيكم حول الموضوع؟؟
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 11:11 م]ـ
ولذا نجد القرآن الكريم نزل في غاية الإبداع والبلاغة والتأثير، فلم يسمعه أهل اللغة والبلاغة إلا وتأثروا به، وعجبوا لبلاغته وفصاحته، ووقفوا مشدوهين لشدة أثره وعظيم فعله، حتى كان سبب إسلام الكثيرين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... مساء الأدب أبا غيداء:).
طبت وطاب نقلك، وسلمت أناملك. رأي رائع ما شاء الله عليك!
واسمح لي بإضافة نسيتَها - أيدك الله - ولا تخفاك:
إن القرآن يعجب به ومنه العالم والجاهل، والصغير والكبير، العربي وغير العربي؛ وليس حكرًا على أهل اللغة والبلاغة فسبحان الله، ما أعظم كلامه!
وكم أنا سعيد بالتواصل معك أخي أبا غيداء!
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 11:20 م]ـ
جزاك الله خيراً وصدقت