وقد حذر شاعر النيل / "حافظ إبراهيم" من هذا المآل منذ أكثر من ثمانين عاما ,
فقال على لسان اللغة العربية:
رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي = وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني = عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي = رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً = وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ = وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ = فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني = وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني = أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً = وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً = فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ = يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ = بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً = يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ = لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ = حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً = مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً = فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي
أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ = إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى = لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً = مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ = بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى = وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ = مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ
مداخلة طيبة مباركة أخي الكريم
جزاك الله خيرا
وأحسن إليك
وشكرا لك
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 01:26 م]ـ
أنا أنا،،
لا تعليق، على القصيدة المزعجة موسيقياً ^^.
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 04:21 م]ـ
هلا وغلا بك ياحبيبنا الغالي
لقد طلبت هينا موجودا
وصادف اليوم أن مركز ودود للمخطوطات
أعاد تنزيل أحد كتبي المحققة، ووضعته لكم
وأرجو أن توضح لي طلبك بالضبط
وشكرا لك
شكرا دكتور مروان على تجاوبك وتعاونك ومحبتك لنفع إخوانك، والذي أريده بالتحديد ما يأتي:
1 - كتاب (المبهج) عندي منه طبعة قديمة بتحقيق الدكتور حسن هنداوي، فما الفرق بين تحقيقك وتحقيقه؟
2 - أسأل عن موضوع رسالتيك لنيل العالمية، ثم نيل العالمية العالية (الماجستير والدكتوراه)، ما عنوانهما، وهل طبعتا؟.
3 - ما كتبك المطبوعة من موضوع وتحقيق؟.
وشكرا لك عزيزي.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 05:27 م]ـ
قالها البحتري قبل الف ومئتين سنه
يائِبنَةَ الدَهرِ هَل رَأَيتِ كَمِثلي = عِندَ دَفعِ المُنى وَنفيِ الشُكوكِ
أَركَبُ المَهمَهَ المَهولَ بِعَزمٍ = وَثِيابي ظَلامَةُ الحَلكوكِ
وَأَشُقُّ الجُيوبَ مِن خَلعِ اللَي = لِ بِكَفٍّ مِنَ الزَماعِ بَتوكِ
وَأَنا الباعِثُ العَزيمَ إِلى الهَم = مِ فَأُجليهِ عَن ثَباتِ الحَنيكِ
شَمَّرِيُّ الجَنانِ كَالخَذمِ الصا = رِمِ بَينَ الإِرهافِ وَالتَحبيكِ
في غِرارَيهِ وَالذُبابِ بَناتُ الذَر = رِ يَرفُلنَ في نَهيكٍ سَبيكِ
مُتَجافٍ عَنِ الوِسادِ بِقَلبٍ = يَقِظِ اللُبِّ غَيرِ جَوشٍ صَكيكِ
أَركَبُ اللَيلَ في زُها هائِلِ اللَي = لِ وَرَأدَ الضُحى لِوَقتِ الدُلوكِ
وَكَذا أَشتَهي يَكونُ فَتى الحِم = مَةِ غَيرَ الخُمَيِّمِ المَأفوكِ
وَإِلى اِخوَتي ذَوي الرَدَبِ الغُر = رِ أُؤَدّي تَحِيَّتي وَأَلوكي
حَيِّهِم مِنهُمُ كَشاهِدِ عُربٍ = غائِبٍ مِنهُمُ بِدارِ عَتيكِ
فَمَديحُ فَغورِها فَتِهامٍ = فَبِأَرضِ العِراقِ وَاليَرموكِ
فَخُراسانَ صاحَ فَاليَمَنِ النا = زِحِ صَنعائِها فَأَهلِ تَبوكِ
وَيلَكُم وَيبَكُم لَقَد هُتِكَ الشِع = رُ فَبَكّوا لِسِترِهِ المَهتوكِ
يا اِمرَأَ القَيسِ لَو رَأَيتَ حَبيكَ ال = شِعرِ يُغدى بِماءِ لَفظٍ رَكيكِ
لَبَكَيتَ الدِماءَ لِلأَدَبِ الغَضِّ = بِفَيضٍ مِنَ الدُموعِ سَفوكِ
وَلَأَبكَيتَ طَرفَةً وَزُهَيراً = وَلَبيداً وَقَرمِ آلِ نَهيكِ
وَبَكى النابِغانِ مِن فَرطِ وَجدٍ = ثُمَّ صَنّاجَةُ القَريضِ المَحوكِ
أَينَ شَمّاخُ وَالكُمَيتُ وَذو الرُم = مَةِ وَصّافُ مَهمَهٍ وَنَبيكِ
أَينَ ذاكَ الظَريفُ أَعني اِبنَ هاني = حَسَناً وَيبَهُ نَديمَ المُلوكِ
حَكَمَت فيكُمُ أَكُفُّ المَنايا = فَجَرى حُكمُها بِغَيرِ شُكوكِ
وَتَبَدَّلتُ مِنهُمُ البَدَلَ الأَع = وَرَ بَينِ قُذرَةٍ وَأَفيكِ
ذَهَبَ الناسُ بَل مَضى زَمَنُ النا = سِ وَخُلِّفتُ لِلزَمانِ الهَتوكِ