وكُنْتُمْ لابْنِهِ، كَيْ تَنْظُرُوهُأَ=أَتْفَثَ تَقْتُلُوْهُ، كَاشِفِيْنَا
وأَشْخَصْتُمْ كَرَائِمَهُ اعْتِدَاءً=عَلَى الأَقْتَابِ غَيْرَ مُسَاتِرِيْنَا
أَكَلْتُمْ كِبْدَ حَمْزَةَ يَوْمَ أُحْدٍ=وكُنْتُمْ بِاجْتِدَاعِهِ مَاثِلِيْنَا
وهَا أَنْتُمْ إلَى ذَا اليَوْمِ عَمَّا=يَسُوْءُ المُصْطَفَى مَا تُقْلِعُونَا
فَطَوْرًا تَطْبُخُونَ بَنِيْهِ طَبْخًا=بِزَيْتٍ، ثُمَّ طَوْرًا تَسْمُرُونَا
فَهُمْ في النَّجْلِ لِلأَخْيَارِ دَأْبًا=وأَنْتُمْ غَيْرَ شَكٍّ تَحْصدُونَا
كَأَنَّ اللهَ صَيَّرَهُمْ هَدَايَا=لِمَنْسَكِكُمْ، وأَنْتُمْ تَنْسُكُونَا
وأَنْتُمْ قَبْلَ ذَلِكَ مُسْمِعُوْهُ =قَبِيْحَ المُحْفِظَاتِ مُوَاجِهِيْنَا
وهَاجُوْهُ، ومُرْوُو ذَاكَ فِيهِ =قِيَانَ ابْنِ الأُخَيْطِلِ عَامِدِيْنَا
وقُلْتُمْ: أَبْتَرٌ، صُنْبُورُ نَخْلٍ =وقُلْتُمْ: يابْنَ كَبْشَةَ، هَازِئِيْنَا
وطَايَرْتُمْ عَلَيْهِ الفَرْثَ عَمْدًا=وكُنْتُمْ لِلثَّنِيَّةِ ثَارِمِيْنَا
وكُنَّا طَوْعَهُ في كُلِّ أَمْرٍ=مُطَاوَعَةَ البُرُوْدِ اللاَّبِسِيْنَا
ومَا قُلْنَا لَهُ كَمَقَالِ قَوْمٍ =لِمُوْسَى خِيْفَةَ المُتَعَمْلِقِيْنَا:
أَلاَ قَاتِلْ بِرَبِّكَ إِنَّ فِيهَا=جَبَابِرَةً، وإِنَّا قاعِدُونَا
وقُلْنا: سِرْ بِنَا إِنَّا لِجَمْعٍ =أَرَادَ لَكَ القِتَالَ، مُقَاتِلُونَا
فَلَوْ بِرْكَ الغِمَادِ قَصَدْتَ كُنَّا=لَهُ مِنْ دُوْنِ شَخْصِكَ سَائِرِيْنَا
وكُلُّ مُؤَلَّفٍ فِيْكُمْ، ولَمَّا=يَكُنْ في اليَعْرُبِيْنَ مُؤَلَّفِيْنَا
وآتَيْنَا الزَّكَاةَ وكُلَّ فَرْضٍ =وأَنْتُمْ، إِذْ بَخِلْتُمْ، مَانِعُونَا
ومَا حَارَبْتُمُ إِلاَّ عَلَيْهَا=ولَوْلا تِلْكَ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَا
فأَيُّ المَعْشَرَيْنِ بِذَاكَ أَوْلَى=عَلَى مَا قَدْ ذَكَرْنَا، واصْدقُونَا؟
وفَخْرُكُمُ بإِبْرَاهِيْمَ جَهْلاً=فإِنَّا ذَاكَ عَنْكُمْ حَائِزُونَا
ونَحْنُ التَّابِعُوْنَ لَهُ، وأَوْلَى =بِهِ مِنْكُمْ، لَعَمْرِيْ، التَّابِعُونَا
دَعَانَا يَوْمَ أَذَّنَ فَاسْتَجَبْنَا=بِأَنْ لَبَّيْكَ، لَمَّا أَنْ دُعِيْنَا
وإِنْ تَفْخَرْ بِبُرْدَيْهِ نِزَارٌ=فَنَحْنُ بِهِ عَلَيْكُمْ فَاخِرُونَا
وإِنْ كَانُوا بَنِيْهِ فَنَحْنُ أَوْلَى =لأَنَّا التَّابِعُونَ العَاضِدُونَا
وقَدْ يَزْهُو بِبُرْدِ مُحَرِّقٍ، مِنْ =تَمِيْمٍ، وَهْوَ مِنَّا، البَهْدَلُونَا
وهُمْ نَادَوا رَسُولَ اللهِ يَوْمًا=مِنَ الحُجُرَاتِ غَيْرَ مُوَقِّرِيْنَا
ويَفْخَرُ بالدُّخُوْلِ عَلَى بَنِيْهِ =أُمَيَّةُ رَيِّسُ المُتَدَعْمِصِيْنَا
ويَعْلُوْ قُسُّكُمْ بِالفَخْرِ لَمَّا=رَأَى مِنَّا المُلُوْكَ البَاذِخِيْنَا
وطَالَ بِكَفِّ ذِيْ جَدَنٍ عَلَيْكُمْ =وكَانَ مِنَ المُلُوْك الوَاسِطِيْنَا
فَدَلَّ بِأَنَّكُمْ لَمَّا تَكُوْنُوا=بِكَفٍّ لِلْمُلُوْكِ مُصَافِحِيْنَا
وتَفْخَرُ بالرِّدَافَةِ مِنْ تَمِيْمٍ =رِيَاحٌ، دَهْرَهُمْ، والدَّارِمُونَا
وقَدْ طَلَبَ ابْنُ صَخْرٍ يَوْمَ قَيْظٍ =إِلَى عَبْدِ الكَلالِ بِأَنْ يَكُونَا
لَهُ رِدْفًا، فَقَالَ لَهُ: تُرَانَا= [نَكُوْنُ] لِذِي التِّجَارَةِ مُرْدِفِيْنَا؟
فَقَالَ: فَمُنَّ بِالنَّعْلَيْنِ، إِنِّيْ =رَمِيْضٌ، قَالَ: لَسْتُمْ تَحْتَذُونَا،
حِذَاءَ مُلُوْكِ ذِيْ يَمَن،ٍ ولَكِنْ =تَفَيَّأْ، إِنَّنَا لَكَ رَاحِمُونَا
ونَحْنُ بُنَاةُ بَيْتِ اللهِ قِدْمًا=وأَهْلُ وُلاتِهِ والسَّادِنُونَا
وخيْفَ مِنًى مَلَكْنَاهُ وجَمْعًا=ومُشْتَبَكَ العَتَائِرِ والحُجُونَا
ومُعْتَلَمَ المَوَاقِفِ مِنْ إِلالٍ =بِحَيْثُ تَرَى الحَجِيْجَ مُعَرِّفِيْنَا
فَصَاهَرَنَا قُصَيٌّ، ثُمَّ كُنَّا=إِلَيْهِ بالسِّدَانِةِ، عَاهِدِيْنَا
وأَصْرَخَهُ رِزَاحٌ في جُمُوْعٍ =لِعُذْرَةَ في الحَدِيْدِ مُقَنَّعِيْنَا
فَكَاثَرَ في الجَمِيْعِ بِهِمْ خُزَاعًا=فَأَجْذَمَ بِاليَسَارِ لَنَا اليَمِيْنَا
ولَوْلاَ ذَاكَ مَا كَانَتْ بِوَجْهٍ =خُزَاعَةُ في الجَمِيْعِ مُكَاثَرِيْنَا
ولا فَخْرٌ لِعَدْنَانٍ عَلَيْنَا=بِمَا كُنَّا [لَهُمْ] بِهِ مُتْحِفِيْنَا
ومَا كُنّا لَهُمْ، مِنْ غَيْرِ مَنٍّ،=طِلاَبَ الشُّكْرِ مِنْهُمْ، واهِبِيْنا
¥