تقول أم نضال فرحات وهي تستذكر الأيام التي سبقت استشهاد ابنها محمد "كانت الجنة أمام عينه كان فرحًا لأنه حدد موعد استشهاده .. رفض أن يذهب لأي مكان قبل استشهاده بأيام، كان يقول لي أنا لا أستطيع فعل شيء سوى انتظار الشهادة .. كنت أوصيه بمزيد من الصلاة وقراءة القرآن حتى يوفقه الله".
وأضافت "في هذا المنزل كان الشهيد عماد عقل يخطط لعملياته وعلى باب منزلنا استشهد عماد .. كان محمد حينها في العاشرة من عمره .. ولقد اعتقل ابني نضال لحظة استشهاد عماد".
وتضيف أم نضال فرحات "في ذلك اليوم الذي صادف يوم الخميس كان الشهيد محمد فرحات صائمًا وعندما وصل إلى رفح اتصل بي على الهاتف الخلوي وأوصيته حينها بألا يتردد".
تقدم محمد في ذلك اليوم نحو المستوطنة "عتصمونا" وقطع حدودها دون أن يشعر به الحراس الصهاينة الذين كانوا يملئون المكان، وتمكن محمد بعون الله من الوصول إلى غرف التدريب حيث ألقى قنابله عليهم وأتبعها برصاص غزير من رشاشه محولا حياتهم إلى جحيم وظل يطلق النار لمدة عشرين دقيقة تمكن خلالها من إلقاء تسع قنابل يدوية وإفراغ تسعة أمشاط من الذخيرة .. في عشرين دقيقة فقط سيطر محمد على "عتصمونا" غوش قطيف وكان وحيدًا في مواجهة المستوطنين والجنود الصهاينة وعندما أنهى محمد ما بحوزته من ذخيرة هم بالخروج من المستوطنة إلا أن أحد الجنود الحاقدين عاجله برصاصة أدت لاستشهاده.
وتستذكر أم نضال اللحظات الأخيرة التي عاشتها مع ابنها "أوصيته أن يستعين بالله، ويجعله في قلبه، وأن يذكر اسم الله على كل شيء، ويلتزم بتعليمات إخوانه المجاهدين، وينفذها بحذافيرها".
وتابعت أم نضال قائلة "كان من أجمل أيام حياتي عندما امتلك محمد السلاح فأحضره لي ليسعد قلبي به، ويؤكد لي أنه أصبح رجلا".
وأضافت أم نضال "علمته من البداية أن يكون صادقًا معي، ولا يخفي عني سر جهاده حتى أشجعه وأقويه، ومع حلول شهر رمضان قبل ثلاثة أعوام بشرني بالتحاقه بكتائب القسام، وأنه يستعد لخوض عملية استشهادية".
وقالت "لا أنكر أني جزعت في البداية لأني أيقنت أني أعُد الأيام الأخيرة لولدي الخامس ولكن ما كان يزيد من فزعي أن يفشل في المعركة أو أن يتم القبض عليه قبل أن ينفذها كما حدث مع أخيه، فدعوت الله أن يقبله عنده شهيدًا بعد أن ينتصر عليهم" ..................
نحن بحاجة إلى مدرستك لنتعلم منها دروس التضحية والثبات وقوة الإيمان ونستخلص منها العبر بان الآجال مقدرة من عند الله وأن الفوز بالشهادة هو الانتصار الحقيقي والمنتظر.
كنت مثال الأم الحنون وكنت نموذج الأم المعطاء والمحسوس والمجبول بدم فلذات الأكباد.
ربما قدمت أبنائك قربانًا لشيء عظيم، وفقدتهم في يوم عظيم، ولكن لا تنسي أيتها الأم الحنون أم نضال بان كل أبناء فلسطين هم أبناؤك، وما أروع هذا الشرف الذي سيتباهى به كل أبناء فلسطين.
أم نضال فرحات: ليتقبل الله جهادك وتضحيتك وصبرك ويتقبل أبنائك الثلاثة مع الصالحين وجمعك بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
شكراً أخ رعد لمرورك العطر وشكراً لتوضيحك قصة هذه المجاهدة العظيمة لنا الخنساء الفلسطينية
دائماً تتحفنا بمواضيعك القيمة بوركت ..
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 11:27 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا على ما قدمتموه لخنساء غزة ونسأل الله ان يجمعها مع أبنائها في الفردوس الاعلى
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 02:06 م]ـ
شكراً لمرورك الكريم أخ فائق الغندور وأسأل الله تعالى أن يجمعنا بشهدائه الأبرار في الفردوس الأعلى بإذنه تعالى
ـ[بثينة]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 06:32 م]ـ
شكرا لك الأخت الباحثة عن الحقيقة
قصيدة في غاية الروعة
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 07:00 م]ـ
شرفت الصفحة بمرورك الكريم أخت بثينة .. وفقك الله وسدد خطاك
ـ[المتطلع المتطلع]ــــــــ[29 - 07 - 2008, 02:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هده القصيدة الرائعة اختي الباحثة عن الحقيقة
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[29 - 07 - 2008, 02:20 م]ـ
شكراً لمرورك الكريم أخي المتطلع وبارك الله فيك