ـ[عامر مشيش]ــــــــ[01 - 12 - 2008, 12:09 م]ـ
شكر الله لجميع الأخوة
وهذه بكائية لجبران خليل جبران
كنا وقد أزف المساء=نمشي الهوينا في الخلاء
ثملين من خمر الهوى=طربين من نغم الهواء
متشاكيين همومنا=وكثيرها محض اشتكاء
حتى إذا عدنا على=صوت المؤذن بالعشاء
سرنا بجانب منزل=متطامن واهي البناء
فاستوقفتني وانبرت=وثبا كما تثب الظباء
حتى توارت فيه عني=فانتظرت على استياء
وارتبت في الأمر الذي=ذهبت إليه في الخفاء
فتبعتها متضائلا=أمشي ويثنيني الحياء
فرأيت أما باديا=في وجهها أثر البكاء
ورأيت ولدا سبعة=صبرا عجافا أشقياء
سود الملابس كالدجى=حمر المحاجر كالدماء
وكأن ليلى بينهم=ملك تكفل بالعزاء
وهبت فأجزلت الهبات=ومن أياديها الرجاء
فخجلت مما رابني=منها وعدت إلى الوراء
وبسمت إذ رجعت=فقلت كذا التلطف في العطاء
فتنصلت كذبا ولم=يسبق لها قول افتراء
ولربما كذب الجواد=فكان أصدق في السخاء
فأجبتها أني رأيت=ولا تكذب عين راء
لا تنكري فضلا بدا=كالصبح نم به الضياء
يخفي الكريم مكانه=فتراه أطيار السماء
ثم انثنينا راجعين=وملء قلبينا صفاء
مفكهين من الأحاديث=العذاب بما نشاء
فإذا عصيفير هوى=من شرفة بيد القضاء
عار صغير واجف=لم يبق منه سوى الذماء
ظمآن يطلب ريه=جوعان يلتمس الغذاء
ولشد ما سرت بهذا=الضيف ليلى حين جاء
فرحت بطيب لقائه=فرح المفارق باللقاء
ـ[سمية ع]ــــــــ[01 - 12 - 2008, 12:32 م]ـ
بارك الله في جهودكم ,,,
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[02 - 12 - 2008, 11:39 م]ـ
مناجاة بين بوش ... وكلبِه!
د. أيمن أحمد رؤوف القادري
قال بوش إنه سيُبقي قوّاته في العراق، ولو لم يوافقْه الرأيَ إلاّ زوجتُه وكلبُه!
إيهِ يا كلبيَ العزيزَ المفدَّى= اُدنُ منّي، ولا تزدْنيَ صدّا
ادنُ، أهمسْ في أذْنكَ اليومَ سرّاً= فالتناجي أزكى إليَّ، وأجدى
ها أنا الآنَ: خيَّبتنيَ زوجي = وأطاحَتْ بما توهَّمْتُ وعدا
...
قلتُ للناسِ: في العراقِ سأبقى =أحشدُ الجندَ، في القواعدِ، حَشْدا
لا أُبالي، ما دامَ كلبي وزوجي= وافقاني، إنْ كان قوميَ ضِدّا
قلتُ هذا، فعاتبتْنيَ زوجي= ورمتْ نعْلَها، بوجهيَ عمْدا:
«أيها الأحمقُ، استفقْ من ضلالٍ= لا تراهُ إلاّ صواباً ورشْدا»
«قد يبيعُ الإنسانُ مرضاةَ قومٍ،= إنْ ينلْ جنَّةً تضمَّخُ شهْدا»
«لكنِ العارُ أن أعارضَ قومي،= وأراني من بعدُ أتبعُ قِرْدا»
...
هكذا قالتْ! هكذا صعقتْني! = وغدا شوكاً ما تصوَّرْتُ وَرْدا
ها قدِ انْفَضَّ أقربُ الناسِ عنّي= كالبعيرِ الذي أُصيبَ، فأعْدى
كيفَ لي أنْ أجابهَ الحرْبَ، وحدي؟ =من رأى ضفْدعاً يجابهُ فهْدا؟!
أنتَ يا صاحبَ الشهامةِ غَوْثي! = فازرعِ الآنَ في حياتيَ سعْدا
قلْ لهم، قلْ لهم، بأعلى نُباحٍ= ولْيضجَّ الإعلامُ عامينِ عدّا
قلْ لهم: «بوشُ صاحبي وخليلي،= فهْوَ للإرهابِ الخطيرِ تصدّى»
قلْ لهم: «أفلحَ الرئيسُ حبيبي،=بقرارِ الصمودِ، وازدادَ مجْدا»
وعظامُ الجنود ملْكُكَ ... خذْها! = هيَ مليونُ عظْمةٍ، لكَ تُهْدى!
نبحَ الكلبُ، ثمَّ أرخى لساناً= ولوى العنقَ، ثمّ أزمعَ وخْدا
قالَ: يا حسرتي! كُليبٌ شقيٌّ! = شاءَ نيْلَ المُنى، وصعَّرَ خَدّا
كانَ حلمي حينَ ارتضيتُكَ خلاًّ = شهرةً لا ترى سوى الشمسِ حدّا
كلبُ أصحابِ الكهفِ كان مثالي = كم تمنّيْتُ أنْ أسمّيْه جدّا!
غيرَ أنَّ الأحلامَ صارتْ هشيماً= تحتَ رِجْليكَ، منذُ أُشبِعْتَ حقْدا
كنتُ كلباً، وشئْتُ بعضَ ارتقاءٍ = وإذا بي أجرُّ عشرين قيدا!
إنّ شعباً دعاكَ، يا بوشُ، كلباً= سيراني ذُبابةً تتردّى
أوَترشوني بالعِظامَ؟؟ أتدري= أنَّ هذي العظامَ تُجْرَدُ جرْدا؟؟
كلّما اصطادَتِ الأشاوسُ فرْداً= قدَّدتْهُ كلابُ بغدادَ قدّا
لم تُدرِّبْني أنْ أُقاتلَ كلباً = مثلما لمْ تجعلْ رجالَكَ جُنْدا
...
كفَّ عنّي! عشْ في غبائكَ واهنأْ = أنا كلبٌ، لكنّني لسْتُ وغْدا
سوفَ أحيا بينَ القُمامةِ حرّاً=لا أُريدُ الحياةَ عندكَ ... عبْدا!