اعلم أن من شب ّ على شيء شاب عليه، ومن شاب على شيء ٍ مات عليه،
وسكرات الموت، كالملعقة لما في الصدور، فمن كانت نفسه متعلقة بالله – تعالى -، متبعة لأوامره، منتهية عن نواهيه، فذاك الفائز الرابح،
ومن كانت نفسه متعلقة بالدنيا، مقدمة ً لها على الآخرة، فذاك الخاسر النادم – ولات حين مندم -.
منقول / للفائدة والعبرة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[17 - 05 - 2010, 02:09 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
قصة " العجوزان " للشيخ: علي الطنطاوي
أغلق الشيخ الباب فتنفس أهل الدار الصعداء. وأفاقوا إفاقة من يودع الحلم المرعب، أو الكابوس الثقيل، ثم انفجروا يصيحون، يفرغون ما اجتمع في حلوقهم من الكلمات التي حبسها وجود الشيخ فلم ينبسوا بها، وانطلقوا في أرجاء الدار الواسعة. والأولاد (صغار أولاد الشيخ وأحفاده) يتراكضون ويتراشقون بما تقع عليه أيديهم من أثاث الدار، ويتراشون بالماء، أو يدفع بعضهم بعضا في البركة الكبيرة التي تتوسط صحن الدار، فيغوص الولد في أمواهها، فتعدو إليه أمه أو من تكون على مقربة منه فتخرجه من بين قهقهة الصغار وهتافهم وتقبل عليه لتنضو عنه ثيابه وتجفف خشية المرض جسده، فإذا هو يتفلت من بين يديها، ثم يركض وراء إخوته وأبناء عمه ليأخذ منهم بالثأر، والماء ينقط من ثيابه على أرض الدار المفروشة بالرخام الأبيض والمرمر الصافي التي أنفقت الأسرة ساعات الصباح كلها في غسل رخامها ومسحه بالإسفنج، حتى أضحى كالمرايا المجلوة أو هو أسنى … وعلى السجاد الثمين الذي يفرش القاعات الكثيرة والمخادع، وهم ينتقلون من غرفة إلى غرفة، ومن درج إلى درج، ويفسدون ما يمرون به من الأغراس التي لم تكن تخلو من مثلها دار في دمشق، من البرتقال والليمون والكباد والفراسكين والنارنج والأترج (الطرنج) وقباب الشمشير والياسمين والورد والفل، تتوسط ذلك كله الكرمة (الدالية) التي تتمدد على (سقالة) تظلل البركة تحمل العنب (البلدي) الذي يشبه في بياضه وصفائه اللؤلؤ، لولا أن الحبة الواحدة منه تزن أربع حبات مما يسمى في مصر والعراق عنبا … والجدة تعدو وراءهم ما وسعها العدو تصرخ فيهم صراخا يكاد من الألم يقطر منه الدم:
((ولك يا ولد انت ويّاه … يقصف عمري منكم … وسختم البيت … يا ضيعة التعب والهلاك … الله يجعل عليّ بالموت حتى أخلص منكم)) ..
فيختلط صراخها بصياح الأولاد، وضحك الضاحكين منهم وبكاء الباكين، وهم يتضاربون، ويسقطون ما يعثرون به من الأواني الكؤوس … ولا يصغي لنداء الجدة أحد منهم …
ويلبثون على ذلك حتى ينادي المؤذن بالظهر، فتنطفئ عند ذلك شعلة حماستهم، وتخافت أصواتهم ويحسبون بدنو ساعة الخطر، فينزوي كل واحد منهم في ركن من أركان الدار ينظر في ثيابه يحاول أن يزيل ما علق بها من الأوساخ، أو أن يصلح ما أفسد منها، كيلا يبقى عليه أثر يعلن فعلته، ويتذكرون ما هشموا من أثاث المنزل حين عاثوا فيه مخربين، فيجمع كل واحد منهم كل ما يقدر عليه من حطام الأواني فيلقيه في زاوية الزقاق في غير الطريق الذي يمر منه الشيخ، ويرجع النسوة إلى أنفسهن فيسرعن في إعداد الطعام وإصلاح المنزل. وتدور العجوز لتطمئن على أن قبقاب الشيخ في مكانه لم يزح عنه شعرة، لا تكل هذه (المهمة) لكنتيها ولا لبناتها، لأنها لم تنس طعم العصي التي ذاقتها منذ أربعين سنة … في ذلك اليوم الذي وقعت فيه الكارثة ولم يكن قبقاب الشيخ في مكانه، وضم إليها القدر مصيبة أخرى أشد هولا وأعظم خطرا، فتأخر صب الطعام عن موعده المقدس (في الساعة الثامنة الغروبية) عشر دقائق كاملات …
وللشيخ حذاء (كندرة) للعمل، وخف (صرماية) للمسجد، و (بابوج) أصفر يصعد به الدرج ويمشي به في الدار، (وقبقاب) للوضوء، وقد تخالف الشمس مجراها فتطلع من حيث تغيب، ولا يخالف الشيخ عادته فيذهب إلى المسجد بحذاء السوق، أو يتوضأ ببابوج الدرج ...
وللقصة تتمة ...
ـ[الخلوفي]ــــــــ[17 - 05 - 2010, 06:16 م]ـ
ما شاء الله لا قوة الا بالله جزاك الله خيرا على هذه القصص المؤثرة
ولقد صدق الله القائل من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام " رحم الله الضابط الشهيد وأسكنه فسيح جناته
والله لا أجد له وصفاً إلا قول الشاعر:
والناس الف منهم كواحد ***** وواحد كالألف إن أمرٌ عنا
اللهم أرحم ضعفنا ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك
ونسأل الله ان يرزقنا خاتمة صالحة عند الممات وأن يرحمنا ووالدينا وأجبابنا تحت الارض وفوق الارض ويوم العرض اللهم آمين
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 05 - 2010, 11:24 م]ـ
ما شاء الله لا قوة الا بالله جزاك الله خيرا على هذه القصص المؤثرة
ولقد صدق الله القائل من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام " رحم الله الضابط الشهيد وأسكنه فسيح جناته
والله لا أجد له وصفاً إلا قول الشاعر:
والناس الف منهم كواحد ***** وواحد كالألف إن أمرٌ عنا
اللهم أرحم ضعفنا ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك
ونسأل الله ان يرزقنا خاتمة صالحة عند الممات وأن يرحمنا ووالدينا وأجبابنا تحت الارض وفوق الارض ويوم العرض اللهم آمين
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: الخلوفي
جزاك الله خيرا على المتابعة والتعقيب الطيب، كتب الله لكم الأجر والمثوبة / اللهم آمين.
¥