للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (٨١) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨٢) فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (٨٣)).

وهذا كما قال الإمام الطبري في تفسيره: " ولا تصل يا محمَد على أحد مات من هؤلاء المنافقين الذين تخلفوا عن الخروج معك أبداً ".

وهذا السياق يقتضي أن هذه الآية نزلت في جماعة من المنافقين لم يعينوا ولم يذكر فيهم ابن أبي غير أن بعض الروايات التي وردت في بعض الصحاح بأسانيد صحيحة جعلت سبب نزولها تهيؤ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للصلاة عليه حين طلب ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي منه ذلك، وكان ابنه عبد الله من صالحي الصحابة - رضي الله عنهم -، أو حين طلب عبد الله بن أبي نفسه ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين عاده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرض موته بطلب من ابنه أن يمن عليه فيعطيه قميصه ليكفن فيه ويصلى عليه.

* * *

[(التماس وجه القول لصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عبد الله ابن أبي)]

ويمكن تخريج هذه الروايات على حملها على أن عبد الله بن أبي أحد من نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة عليه في ضمن العموم الذي يدل عليه قوله (وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا) وعند ذلك يمكن حمل تهيؤ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للصلاة عليه أو الصلاة عليه فعلاً والقيام على قبره على ما ظهر منه في مرض موته مما يمكن أن يؤخذ منه أنه راجع الإسلام، وتاب من النفاق،

<<  <   >  >>