للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في قوله تعالى (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).

وأما أنَّهَا من عتاب التحذير فلأن ما فيها من شدة النهي يتضمن تحذير النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكون منه ما لم يكن خشية أن يقع ما هو أكثر منه.

وفي هذا التحذير عناية برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في توجيه رسالته وإظهار منهجه في تبليغها ولبيان أن رفعة الشأن عند الله ونيل شرف القرب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما ينالهما الناس باستجابتهم لله تعالى بإخلاص العبادة له وبإتباع رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وليس بما يتمتعون به في هذه الحياة الدنيا من مال وجاه وسلطان.

ولما كان رسول الله من أسوة لأمته في الدعوة إلى الحق كان ذلك تحذيراً للأمة وإقامة لوجهها على المنهج الذي مضى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتعليم الله وتوفيقه وتسديده.

* * *

[(النهي عن استبقاء الأسرى)]

ومن آيات هذا النوع من العتاب أيضاً قوله تعالى من سورة الأنفال (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٧) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٦٨)).

<<  <   >  >>