للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بدل إلخ، فإني أغفر له، أو معناه لا يخافون إلا من فرط منه ما غفر له فإنه يخاف، وقد تحقق أن المغفور له المرحوم لا يخاف من الذنب المغفور ألبتَّة، فإذن لا يخاف منهم أحد ألبتَّة على القطع، (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ) أي: في جيب درعك، وقد نقل أنه كان عليه مدرعة من صوف لا كم لها، (تَخْرُجْ بَيْضَاءَ) كأنها قطعة قمر تتلألأ، (مِنْ غَيْرِ سُوء) كبرص، (فِي تِسْعِ آيَاتٍ) أي: اذهب في تسع آيات، (إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ) أو معناه أدخل يدك في جملة تسع آيات وعدادهن، وعلى هذا (إلى فرعون) متعلق بمحذوف، أي: مبعوثًا مرسلاً إليه، (إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا) بأن جاءهم موسى بها، (مُبْصِرَةً): ظاهرة للناظرين، (قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ وَجَحَدُوا): كذبوا، (بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ) أي: وقد استيقنتها أنفسهم أنها من عند الله، الواو للحال (ظُلْمًا)، أي: جحدوا للظلم، (وَعُلُوًّا): وللترفع والتكبر عن اتباعه، (فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الُمفْسِدِينَ) في الدارين.

* * *

(وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لله الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (١٥) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (١٦) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٧) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١٨) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>