للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والإضافة بيانية، (إِذ يَتَلَقَّى): يتلقن بالحفظ، (الْمُتَلَقِّيَانِ): الملكان الحفيظان، إذ ظرف لأقرب، وفيه إشعار بأنه تعالى غني عن استحفاظ المَلكين لكن إقامتهما لحكمة، أو إذ تعليل لقرب الملائكة، (عَنِ الْيَمِينِ): قعيد، (وَعَنِ الشِّمَالِ قعيدٌ)، حذف المبتدأ من الأول لدلالة الثاني عليه، وقيل: الفعيل للواحد والجمع، (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ): لدى القول، أو الإنسان، (رَقِيبٌ): ملك يرقبه، (عَتِيدٌ): حاضر، وهو يكتب كل شيء؟ فيثبت في القيامة ما كان فيه من خير أو شر وألقى سائره، أو لا يكتب إلا الخير والشر؟ فيه خلاف بين السلف، والقرآن يشعر بالأول، ولو قيل: المراد من قوله إلا لديه رقيب ملك يسمعه لا يحفظه، ويكتبه فقلنا: فالمناسب رقيبان، لأن السماعَ لا يختص بواحد، (وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ): شدته، (بِالْحَقِّ)، الباء للتعدية أي: أتت بحقيقة الأمر الذي كنت تمتري فيه، (ذلِكَ): الحق، (مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ): تميل فلم تقربه، لما ذكر إنكارهم البعث، واحتج عليهم بشمول علمه وقدرته أعلمهم أن ما أنكروه يلاقون عن قريب فنبه على الاقتراب بلفظ الماضي، أو معناه جاءت سكرته متلبسة بالحكمة ذلك الموت مما كنت تفر منه، (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) أي: نفخة البعث، (ذلِكَ): النفخ أي: وقته، (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ): من الملك يسوقه إلى الله تعالى، (وَشَهِيدٌ): منه يشهد عليه بأعماله فمعه ملكان، وعن بعض المراد من الشهيد جوارحه، وكل نفس وإن كان نكرة صورة، لكن معرفة معنى، لأنه بمعنى النفوس فجاز أن يكون ذا الحال، (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا) أي: يقال لكل نفس، فإن الآخرة بالنسبة إلى الدنيا يقظة، (فَكَشَفْنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>