للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمل بها ووزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، فلأنه سببها ودل عليها، وفي الصحيح " من دعى إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا "، أو معناه لا يملك شيئًا غير ذلك، وإن كان قد يحصل له بفضل الله، وبدعاء الغير، وصدقته له نفع لكن هو لا يملك ذلك، (وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى): في ميزانه، (ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى) أي: يجزى الإنسان سعيه الجزاء الأوفر، فليس له أن يبخل، وينقص العمل، والضمير المرفوع للإنسان والمنصوب للسعي، ونصب الجزاء بأنه مفعول مطلق، أو بنزع الخافض أي: بالجزاء الأوفى كما يكون صفة للمجزي يكون صفة للحدث أي: المصدر لملابسته له قيل نزلت في [الوليد بن المغيرة] آمن فعيره المشركون، فقال: أخشى عذاب الله، فضمن أحد من المشركين أن يتحمل عنه العذاب إن أعطاه كذا مالاً فارتدَّ وأعطى بعض ما شرط، وبخل بالباقي، ومعنى (أعنده علم الغيب فهو يرى) أنه يعلم تمكين الله تعالى إياه عن أن يحمل عنه العذاب وباقي الآية ظاهر الملائمة حينئذ، (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى): المرجع، (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ): في الدنيا أو الآباء، (وَأَحْيَا): في الآخرة أو الأبناء في الدنيا أيضًا، (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى): تدفق في الرحم، (وَأَنَّ عَلَيْهِ): وفاء بوعده، (النَّشْأَةَ الْأُخْرَى): الإحياء بعد الموت، (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى): بإعطاء المال، (وَأَقْنَى): أعطى القنية هي أصول مال اتخذه لنفسه لا للبيع أي: ملكهم المال، وجعله عندهم مقيمًا لا يحتاجون إلى بيعه، وقيل: أفقر، وكان من أخذ مالاً لا للبيع فهو فقير لا يبيع ولا يشترى، (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى): كوكب وقاد خلف الجوزاء [كانت] (١) تعبد في الجاهلية، (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى): قوم هود وعاد الأخرى إرم، (وَثَمُودَ)، عطف على عادًا، (فَمَا أَبْقَى): أي: الفريقين، (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ): من قبل عاد وثمود، (إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ): من الفريقين، (وَأَطْغَى وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى) أي: إنه أسقط إلى الأرض القرى المنقلبة، وهي قرى


(١) زيادة يتطلبها السياق. اهـ (مصحح النسخة الإلكترونية).

<<  <  ج: ص:  >  >>