للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يلقوا قبله، ولهذا غيروا نظم الكلام إلى آكد وجه (قَالَ) موسى كرمًا ووثوقًا على الله (أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ) خيلوا إليها ما لا حقيقة له (وَاسْتَرْهَبُوهُمْ) خوفوهم (وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) قيل خمسة عشر ألف ساحر وقيل أكثر، ومع كل عصي وحبال غلاظ طوال، وألقوا فإذا حيات قد ملأت (١) الوادي تركب بعضها بعضًا (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ) فألقاها (فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ) تبتلع (مَا يَأْفِكُونَ) ما يزورونه من الإفك، فلما أكلت حبالهم وعصيهم بأسرها، قالت السحرة: لو كان هذا سحرًا لبقيت حبالنا وعصينا (فَوَقَعَ الْحَقُّ) ثبت وظهر (وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) من السحر (فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ) صاروا أذلاء، وأرجعوا إلى مدينتهم أذلاء مغلوبين، والضمير لفرعون وقومه (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ) ألقاهم الله تعالى، أو ألهمهم أن يسجدوا، أو من سرعة سجودهم كأنهم ألقوا (قَالُوا آمَنَّا بِرَبّ الْعَالَمِينَ رَبّ مُوسَى وَهَارونَ) لا رب


(١) في الأصل " امتلأت " والتصويب من تفسير البيضاوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>