للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا): مخرجًا ونجاة في الدنيا والآخرة، أو فصلاً بين الحق والباطل أو يفرق بينكم وبين ما تخافون، أو ظهورًا يعلي قدركم (وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ): يسترها عن أعين الناس (وَيَغفِرْ لَكُمْ) لا يؤاخذكم بها (وَاللهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) فبمحض إحسانه يفي بما وعدكم على التقوى.

(وَإِذْ يَمْكُرُ) أي: واذكر هذا الزمان (بِكَ الذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ): ليقيدوك ويحبسوك (أوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخرِجُوكَ): من مكة، اجتمع قريش وشاور بعضهم بعضًا في شأن محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقيل: قيدوه حتى يموت وقيل: أخرجوه فتستريحوا من أذاه ثم اتفقوا على رأى أبي جهل وهو: أن يؤخذ من كل بطن رجل، يضربونه ضربة رجل واحد، فلا يقوى بنو هاشم على طلب قوده من جميع قريش، وهذا بتصويب الشيطان فإنه بينهم في صورة شيخ جليل فأمر الله تعالى نبيه بالهجرة (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ): يعاملهم الله تعالى معاملة الماكرين (وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) إذ مكره أنفذ تأثيرًا (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>