تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مواضع الاتفاق بين الأنبياء في القرآن]

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 Dec 2003, 11:13 م]ـ

مواضع الاتفاق بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في القرآن الكريم موضوع طريف ولطيف،تحته أبواب من العلم.

وبالتأمل وجدت ما قد يكون مفتاحاً لهذا البحث الطريف، وهو يدلك على أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ـ وإن اختلفت بعض تفاصيل شرائعهم ـ إلا أن الغاية الكبرى واحدة، وهي: التوحيد، وتعبيد الناس لرب العالمين، كما ثبت في الصحيحين: الأنبياء أبناء علات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد.

أذكر بعض المواضع التي ظهرت ـ على عجل ـ ولعلي أبدأ بأول موضع دعاني لطرح هذا الموضوع، راجياً من أحبتي الكرام الذين يريدون الإضافة ـ أن يراعوا تسلسل الترقيم، لننظر في الأشياء التي اتفقوا عليها، وهو:

1 ـ كانوا يعلمون أن العبودية لازمة لهم ما داموا على قيد الحياة ـ سواء كانت عبودية القلب أم الجوارح ـ،ومن ذلك قوله تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)، أضفه إلى قول عيسى عليه الصلاة والسلام: (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً)، فماذا يقول غلاة المتصوفة الذين يرون أن أحدهم قد يأتي عليه زمان تسقط عنه التكاليف؟

2 ـ اتفاقهم في أمر التوحيد،و هذا أعظم أصل اتفقوا عليه، قال تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)، وقال سبحانه: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)

3 ـ اتفاقهم في الصلاة والزكاة، قال تعالى ـ بعد أن ذكر جملة من قصص الأنبياء ـ في سورة الأنبياء ـ: (وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة)، وعلى وجه التفصيل، نقرأ قوله تعالى عن إسماعيل: (وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة ... )، وقال سبحانه عن موسى وأخيه: (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة ... ) وقال سبحانه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ... ) إلى غير ذلك.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Dec 2003, 08:02 م]ـ

بارك الله فيك أخي أبا عبدالله على هذه النفائس، وأرجو منك أن تواصل تتبع مفردات هذا الموضوع كلما سنحت لك سانحة وفقك الله.

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Dec 2003, 08:56 م]ـ

ومن المواضع أيضاً:

4 ـ خوفهم من ذنوبهم، وشدة تعظيمهم لأمر ربهم إذا وقع منهم تقصير في جنبه جل وعلا:

فهذا أبو البشر آدم عليه الصلاة والسلام، لما أكل من الشجرة هو وزوجه، قالا: (ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).

ويقول سبحانه عن نوح عليه الصلاة والسلام ـ بعدما سال ربه نجاة وابنه ثم جاءه العتاب الإلهي ـ قال عليه الصلاة والسلام: (رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي بعلم،وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين).

وقال عن موسى عليه الصلاة والسلام ـ لما قتل القبطي ـ: (رب إني أعوذ ظلمت نفسي فاغفر لي، فغفرله)، ولما رجع إلى قومه ووجدهم قد عبدوا العجل، وعاتب أخاه هارون عليه الصلاة والسلام ذلك العتاب العظيم ـ الذي دافعه الغيرة على التوحيد ـ قال عليه الصلاة والسلام: (رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك، وأنت أرحم الراحمين).

ولما لما ذهب يونس عليه الصلاة والسلام مغاضباً لقومه، وحصل منه ما حصل، قال ـ وهو في ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت ـ (لا إله إلا أنت، سبحانك، إني كنت من الظالمين).

5 ـ أنهم ـ مع عظيم مقامهم وثقتهم بوعد الله ونصره ـ إلا أنهم بشر، قد تخطر في قلوبهم خواطر البشر، بل قد يستبطئون ذلك، نقرأ ذلك في قوله سبحانه: (حتى إذا استيأس الرسل، وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا) ـ وهذا على أحد الأقوال في تفسير الآية ـ.

وفي سورة البقرة (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة، ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البساء والضراء، وزلزلوا، حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه: متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب).

6 ـ اتفاقهم على سنة الزواج،وطلب الولد، قال سبحانه وتعالى في سورة الرعد: (ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً وجعلنا لهم أزواجاً وذرية)، فأين المتصوفة الذين يدعون الزهد والرغبة عن الدنيا؟ أين هم عن هدي المرسلين؟

7 ـ اتفاقهم على عدم الخوض فيما لا علم لهم به،وتفويض الأمر إلى الله، يقول تعالى: (يوم يجمع الله الرسل فيقول: ماذا أجبتم؟ قالوا: لا علم لنا، إنك أنت علام الغيوب ... ـ إلى أن قال عيسى عليه الصلاة والسلام ـ: (تعلم ما نفسي ولا أعلم ما في نفسك وأنت على كل شيء شهيد).

وقال عن نوح عليه الصلاة والسلام: (إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي بعلم).

يتبع،،، حسب ما يفتح الله به ...

راجياً من الإخوة أن يشاركوا بما يفتح الله به ـ وهو خير الفاتحين ـ في هذا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير