تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى} لا يصح نزولها في أهل قباء.

ـ[أحمد القصير]ــــــــ[12 Jan 2004, 09:04 م]ـ

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فهذا بحث قمت فيه بجمع الروايات الواردة في سبب نزول قوله تعالى: {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108].

وخلاصته: أن الآية نزلت في رجال من الأنصار، وأما كونها نزلت في أهل قباء خاصة فلا يصح؛ لأن الطرق التي فيها ذكر «قباء» ضعيفة جداً، ولا يصح اعتبارها، والله تعالى أعلم.

========================================

وفيما يلي تفصيل ذلك:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَهْلِ قُبَاءَ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} قَالَ: كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِيهِمْ».

أخرجه أبو داود في سننه، في كتاب الطهارة، حديث (44)، والترمذي في سننه، في كتاب التفسير، حديث (3100)، وابن ماجه في سننه، في كتاب الطهارة وسننها، حديث (357)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 105)، جميعهم من طريق يونس بن الحارث، عن إبراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به.

وهذا الإسناد فيه علتان:

الأولى: ضعف يونس بن الحارث، كما في «تقريب التهذيب» (2/ 394).

الثانية: جهالة إبراهيم بن أبي ميمونة، قال ابن القطان: «مجهول الحال»، تهذيب التهذيب (1/ 152)، وقال الذهبي: «ما روى عنه سوى يونس بن الحارث». ميزان الاعتدال (1/ 197).

وقد حكم على هذا الإسناد بالضعف: النووي في المجموع (2/ 116)، والحافظ ابن كثير في تفسيره (2/ 403)، والحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 112). وانظر: إرواء الغليل (1/ 84 - 85).

وقد ذكر الألباني في إرواء الغليل (1/ 84 - 85) أن الحديث صحيح باعتبار شواهده، وسأذكر شواهده ثم أبين بعد ذلك درجة الحديث وحكم الاحتجاج به:

الشاهد الأول:

حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عويم بن ساعدة فقال: «ما هذا الطهور الذي أثنى الله به عليكم؟ فقال: ما خرج رجل منا أو امرأة من الغائط إلا غسل دبره أو مقعده. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فهو هذا».

أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 67)، وعمر بن شبة في «أخبار المدينة» (1/ 37)، والحاكم في المستدرك (1/ 299) وقال «صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 105)، جميعهم من طريق محمد بن إسحاق، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، به.

قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (1/ 212): «رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن إلا أن ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه».

ورواه البزار في مسنده، كما في «نصب الراية» (1/ 218) قال: حدثنا عبد الله بن شبيب ثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز قال وجدت في كتاب أبي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا نتبع الحجارة الماء». قال البزار: «هذا حديث لا نعلم أحداً رواه عن الزهري إلا محمد بن عبد العزيز ولا نعلم أحداً روى عنه إلا ابنه».انتهى. قال الحافظ ابن حجر في «التلخيص» (1/ 112): «ومحمد بن عبد العزيز ضعفه أبو حاتم فقال: ليس له ولا لأخويه عمران وعبد الله حديث مستقيم، وعبد الله بن شبيب ضعيف أيضاً». أ. هـ وانظر: مجمع الزوائد (1/ 212)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 96)، ونصب الراية، للزيلعي (1/ 218).

الشاهد الثاني:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير