تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(37) الجمة: المكان الذي يجتمع فيه ماؤه، والجمع الجمام. «الصحاح ـ جمم ـ 5: 1890».

(38) رمقه بعينه رمقا: أطال النظر إليه «مجمع البحرين ـ رمق ـ 5: 173».

(39) هو عمرو بن عثمان بن قنبر، مولى بني الحارث، يكنى أبا بشر وأبا الحسن، الملقب بـ «سيبويه» ومعناه بالفارسية: رائحة التفاح، ولد في إحدى قرى شيراز، وقدم البصرة فلزم الخليل ابن أحمد ففاقه، وصنف كتابه المعروف بـ «كتاب سيبويه» في النحو، لم يصنع قبله ولا بعده مثله، توفي سنة 180 هـ، وفي مكان وفاته والسنة التي مات بها خلاف.

انظر «انباه الرواة 2: 346

515، وفيات الاعيان 3: 463

504، تأريخ بغداد

==

(223)

هو الكتاب، يطلق فلا تضله الالباب، وهو الديوان الاقدام، والميزان الاقوم، والقانون الذي هو لكل محتذ مثال، والمعقل الذي لكل منضو تمثال، وكأنه الرأس الذي هو رئيس الاعضاء، والراز (40) الذي بيده مطمر (41) البناء، والامام الذي إن نزلت بك شبهة أنزلتها به، وإن وقعت بك معضلة أوردتها على بابه، والحكمة التي قيدت بها الفلاسفه فهي حاجلة (42) فراسفه (43).

وأحربأن تعتاص تلك وتشتدا * حشا غامضات سيبويه كتابه

فلم يجدوا من مرجع القهقرى بدا * إذا وقع الاحبار فيها تحيروا

آخران:

على عمرو بن عثمان بن قنبر * ألا صلى المليك صلاة صدق

بنو قلم ولا أبناء منبر * فإن كتابه لم يغن عنه

ثم لا تسأل عن تناسق هذه اللغة وتتاليها، وعن تجاذب أطرافها وتجاليها، وما ينادي عليه طرق اشتقاقها من حسن تلاؤمها واتفاقها، يصادف المشتق الصيغ متناصره، آخذا بعضها بيد بعض متخاصره، ووراء ذلك من الغرائب ما لا ينزف وإن نزف البحر، ومن الدقائق ما لا يدق معه الكهانة والسحر، ولايعرف ذلك إلا من فقه فيها وطب (44)، وزاولها مذ شب إلى أن دب، وضرب آباطها (45)، حتى بلغ نياطها (46).


==
12: 195|6658، الاعلام 5: 81».
(40) الراز: رأس البنائين «النهاية ـ روز ـ 2: 276».
(41) المطمر: الزيج الذي يكون مع البنائين «الصحاح ـ طمر ـ 2: 726».
(42) الحجل والحجل: القيد، يفتح ويكسر، والحجل: مشي المقيد، وحجل يحجل حجلا إذا مشى في القيد «لسان العرب ـ حجل ـ 11: 144».
(43) الرسف: مشي المقيد، ورسف في القيد: مشى مشي المقيد، وقيل: هو المشي في القيد رويدا، فهو راسف «لسان العرب ـ رسف ـ 9: 118».
(44) رجل طب بالفتح، أي عالم «الصحاح ـ طبب ـ 1: 171».
(45) من المجاز قولهم: نزل بإبط الرمل، وهو مسقطه، وبإبط الجبل، وهو سفحه، وضرب آباط المفازة، وتقول: ضرب آباط الامور ومغابنها واستشف ضمائرها وبواطنها «أساس البلاغة ـ أبط ـ 1».
(46) النوط: عرق غليظ علق به القلب من الوتين، قال أبوطالب في رسول الله صلى الله عليه وآله:
==

ولا أذكر لك ما في كلام فصحائهم، من خطبائهم وشعرائهم، من طرق فصاحة انتهجوها، وخيل بلاغة ألجموها وأسرجوها، وما وجد في مراكضهم ومضاميرهم، من سبقهم ومحاضيرهم، من الافتنان في بابي الكناية والمجاز، وإصابة مواقع الاشباع والايجاز، والابداع في الحذف والاضمار، والاغراب في جملة اللطائف والاسرار، فإنك تعارضني بأن هذه الاشياء أشرك الله فيها العقلاء، ورأينا الاعاجم قد صنفوا فيها معاجم، فكم في الفرس من الفرسان، وما أهل خراسان بالخرسان، على أني لو قلت تلك (47) لوجدت مقالا، وصادفت لفرسي مجالا، ولاصبت فيه وجها من الاحتجاج، وردا للشغب واللجاج، فإن هذه الاشياء لا تجمل ولا تجزل ولا تنبل ولا تفحل، ولا تحسن ولا تبهى، ولا تختال ولا تزهى، إلا واقعة في هذا اللسان، دائرة بين أظهر هذا البيان، ومثل ذلك مثل الوشي الفاخر، والحلي من سري الجواهر، تلبسها الحسناء فتزيدها حسنا إلى حسن، وتعطيها زينا إلى زين، فإن نقلتها إلى الشوهاء تخاذل أمرها وتضاد، وتناقض وتراد، وعصف بنصف حسنها وزينها، ما تطلعه الشوهاء من قبحها وشينها، وكفاك بما عددت عليك أدلة متقبلة، وشهودا معدلة، على أن هذا اللسان هو الفائز بالفصل، الحائز للخصل (48)، وأن ما عداه شبه (49) إلى العسجد، وشب (50) إلى زبرجد.
ثم اسمع بفضلك، فقد آن أن أفذلك (51)، وأختم هذا الفصل بما يحلق

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير