للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " الحياء لا يأتي إلا بخير " (١).

قال " مسلم ": " وحدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال ثنا حماد بن زيد عن إسحاق - هو ابن سويد - أن أبا قتادة حدث قال: كنا عند عمران بن الحصين " (٢).

فهذان الإسنادان رجالهما كلهم بصريون. قال الشارح للكتاب: (٣) " من النفائس، اجتماعُ إسنادين في الكتاب متلاصقين، جميعهم بصريون ".

و " شعبة " وإن كان واسطيًّا فهو بصري أيضًا، وكان واسطيًّا بصريًّا بأن انتقل من واسط إلى البصرة واستوطنها، وأما " أبو السَّوَّار " فهو بفتح السين المهملة وتشديد الواو وآخره راء مهملة، واسمه " حسان بن حريث العدوي " وأما " أبو قتادة " فهو: تميم بن نُذَير، بضم النون وفتح الذال المعجمة.

والثاني: وهو ما وقع في (مسلم) من إسنادين متلاصقين كلهم كوفيون: فَـ " عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -،: " سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الذنب أعظم " الحديث. أخرجه " مسلم " (٤). وأخرج حديثَ " عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل [١٥٥ / ظ] عن عبدالله بن مسعود. " فذكره (٥).

فهذان الإسنادان فيهما لطيفة غريبة، وهي أنهما إسنادان متلاصقان، رواتهما جميعهم كوفيون، و " جرير " هو: ابن عبدالحميد، و " منصور " هو ابن المعتمر، و " أبو وائل " هو شقيق بن سلمة.

وفي (صحيح مسلم) حديث: قال ناسٌ: يا رسول الله، أنؤاخَذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: " أما من أحسن ... " إلى آخره. ذكره " مسلم "، فيه ثلاثة أسانيد متلاصقة من طريق:


(١ - ٢) ك الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها، وفضيلة الحياء: ح (٦٠ - ٦١/ ٣٧) والمقابلة عليه.
(٣) شيخ الإسلام أبو زكريا النووي، في شرحه على هامش مسلم.
(٤ - ٥) ك الإيمان، باب كون الشرك أقبح الذنوب، وبيان أعظمها بعده: ح (١٤١ - ١٤٢/ ٨٦).

<<  <   >  >>