للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:


قيل لأبي عصمة نوح بن أبي مريم: من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة؟ فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن إسحاق فوضعت هذه الأحاديث حسبة ٢٨١.
وهكذا حال الحديث الطويل الذي يروى عن أُبَيّ بن كعب مرفوعا، في فضائل القرآن سورة سورة، بحث باحث عن مخرجه حتى انتهى إلى من اعترف بأنه وجماعة وضعوه. ولقد أخطأ من المفسرين من أودعوه في تفاسيرهم وقال بعض الجهلة في الحديث الصحيح المشهور: " من كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النار ": نحن ما كذبنا عليه، إنما كذبنا له " وهذا من عظيم جهلهم وفحش افترائهم ٢٨٣.

النوع الثاني والعشرون: معرفة المقلوب
(٢٨٤ - ٢٨٧) ٢.
هو نحو حديث مشهور عن سالم بن عبدالله بن عمر، جُعل عن نافع عن ابن عمر ليصير غريبا مرغوبا فيه.
ومنه ما يروى أن البخاري - رضي الله عنه - قدم بغداد فاجتمع أصحاب الحديث هناك وعمدوا إلى مائة حديث قلبوا متونها وأسانيدها ثم حضروا مجلسه وألقوها عليه، فلما فرغوا ردَّ كل متن إلى إسناده، وكل إسناد إلى متنه فأقروا له بالفضل ٢٨٤.
قد يقع القلب في المتن، ويمكن تمثيله بحديث أذان ابن أم مكتوم، وأذان بلال بليل ٍ، للإِمساك؛ قيل فيه قلبُ المتن. ولم يجعله ابن خزيمة وابن حبان من المقلوب إذ ليس هناك بين الخبرين تضاد ٢٨٥. تنبيهات ٢٨٦ - ٢٨٧.

النوع الثالث والعشرون: صفة من تُقبل روايته ومن تُرد روايته
(٢٨٨ - ٣١١) ٢.
أجمع جماهير أئمة الحديث والفقه على أنه يُشترط فيمن يُحتج بروايته أن يكون عدلا ضابطا لما يرويه .. تفصيله ٢٨٨ ٢.
مسائل للتوضيح:
١ - عدالة الراوي تثبت بتنصيص معدلين، وتارة تثبت بالاستفاضة. وتوسع ابن عبدالبر الحافظ فقال: " كل حامل علم معروف العناية به محمول في أمره أبدا على العدالة حتى يتبين جرحه " وهو توسع غير مَرضيّ ٢٨٩ ٢.
٢ - يعرف كون الراوي ضابطا، بأن تُعتبر رواياته بروايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان.
٣ - التعديل مقبول من غير ذكر سببه. وأما الجرح فإنه لا يقبل إلا مفسَّرًا مبيَّن السبب ١٩١، ٢٩٢ ٢.

<<  <   >  >>