للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:


النوع السابع والعشرون: معرفة آداب المحدث
(٤١٩ - ٤٢٧) ٢.
شرف علم الحديث يناسب مكارم الأخلاق، وهو من علوم الآخرة، فليُقدم المحدث تصحيح النية وإخلاصها.
اختُلف في سن التصدي لإسماع الحديث والانتصاب لروايته - ٤١٩.
وأما سن الإمساك عن التحديث والرواية فحين يخاف عليه التخليط، والناس في ذلك متفاوتون.
لا ينبغي للمحدث أن يحدث بحضرة من هو أولى منه بذلك. وينبغي إذا التُمس منه ما يعلمه عند غيره - في بلده أو غيره - بإسناد أعلى أو أرجح من وجه آخر، أن يُعلم الطاب به ويرشده إليه.
وليقتد بالإمام مالك بن أنس - رضي الله عنه -؛ كان لا يحدث إلا على طهارة متمكنا في جلوسه بوَقارٍ وهيبة؛ إعظاما لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وكان يكره أن يحدث في الطريق أو وهو قائم أو مستعجل، فإن رفع أحد صوته في مجلسه زجره وتلا قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ".
مما يروى في حرمة مجلس الحديث، أن " القارئ لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذا قام لأحدٍ كُتِبتْ عليه خطيئة " ٤٢٤.
يستحب الافتتاح بتلاوة آيات من القرآن العظيم ودعاء يليق بالحال، واتخاذ مستمل ٍ إذا كثُر الجمعُ، وكلما انتهى إلى ذكر النبي - عليه الصلاة والسلام - صلَّى عليه، وإلى ذكر الصحابي قال: رضي الله عنه.
ويحسن بالمحدث الثناء على شيخه في حال الرواية عنه، بما هو أهل له.
ومن عادة السلف الأئمة، ختم الإملاء بشيء من العظات والإنشادات بأسانيدها، في مكارم الأخلاق ٤٢٧ ٢.

النوع الثامن والعشرون: معرفة آداب طالب الحديث
(٤٢٨ - ٤٣٦) ٢.
أول ما عليه، إخلاص النية والحذر من طلب الحديث لشيء من الأغراض الدنيوية وليسأل الله التيسير والتأييد، وليأخذ نفسه بالأخلاق الزكية ٤٢٨.
إذا فرغ من سماع العوالي والمهمات ببلده، فليرحل في طلب الحديث.

<<  <   >  >>