للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عبرة الفتح]

[١ - التوقيت:]

كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، يفكر في إقفال المسلمين من الأندلس، إذ خشي تغلب العدو عليهم (١)، ولانقطاعهم من وراء البحر عن المسلمين (٢)، فقيل له: "إن المسلمين قد تكاثروا بها واستقرّوا"، فعدل عن مشروعه، "وقالوا: وليت الله تعالى أبقاه حتى يفعل، فإن مصيرهم مع الكفار إلى بوار، إلاّ أن يستنقذهم الله برحمته" (٣). ويبدو أن هذه الأمنية: "وليت الله تعالى أبقاه حتى يفعل"، سُجِّلت بعد حدوث ما حدث في الأندلس، أي بعد أن خسر المسلمون الأندلس، وخسروا كثيراً من أرواحهم وأملاكهم وكثيراً مما هو أغلى من الأرواح والأملاك.

لقد عبر طارق بن زياد إلى الأندلس فاتحاً في اليوم الخامس من شهر رجب سنة اثنتين وتسعين الهجرية (نيسان - أبريل - ٧١١ م)، واستقر حكم المسلمين في الأندلس ثمانية قرون، منذ فتحها بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير في تلك السنة، حتى سقوط غرناطة سنة سبع وتسعين وثمانمائة الهجرية (١٤٩٢ م).

وقد مرت الأندلس، خلال تلك القرون بعدة عهود، تقلبت خلالها بين الضعف والقوة، وهذه العهود بإيجاز هي:

أ - عهد الفتح: الذي استمر نحو أربع سنين: ٩٢ - ٩٥ هـ (٧١١ - ٧١٤ م).

ب - عهد الولاة: من سنة ٩٥ هـ-١٣٨ هـ (٧١٤ - ٧٥٥ م)، ويعتبر قسم


(١) افتتاح الأندلس (١٢).
(٢) أخبار مجموعة (٢٣) ونفح الطيب (٢٤).
(٣) أخبار مجموعة (٢٣) ونفح الطيب (٣/ ١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>