للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تامّة (١). وكانت سبتة مدينة حصينة قريبة من الأندلس (٢)، مما ساعد على ثباتها بوجه المسلمين الفاتحين.

وكان بطنجة من البربر بطون البُتْرِ والبرانس ممن لم يكن دخل في الطّاعة (٣)، فوضع موسى على ساحل طنجة حامية للرباط فيها مؤلفة من ألف وسبعمائة رجل عليهم ابنه مروان، ولكنّ مروان انصرف وخلّف على جيشه طارق بن زياد (٤).

وبذلك تمّ فتح المغرب الأقصى، إلاّ إقليم سبتة، وانتشر الإسلام في أرجائه انتشاراً سريعاً وواسعاً، وكان ذلك سنة تسع وثمانين الهجرية (٧٠٩ م).

وعاد موسى إلى القيروان، بعد أن استعمل على طنجة وأعمالها مولاه طارق بن زياد، وترك معه تسعة عشر ألفاً من البربر بالأسلحة والعُدَّة الكاملة، وكانوا قد أسلموا وحسن إسلامهم، وخلّف موسى عندهم خلقاً يسيراً من العرب، ليعلِّموا البربر القرآن الكريم وفرائض الإسلام (٥).

وفي الطريق إلى القيروان، فتح موسى مدينة مَجَّانة (٦) على مسيرة خمسة أيام من القيروان (٧)، على الحدود الجزائرية - التونسيّة الحالية (٨)، وكانت مجَّانة قلعة تحصّن أهلها من موسى حين عودته إلى القيروان (٩)، فاستعاد


(١) نفح الطيب (١/ ٢٣٤).
(٢) معجم البلدان (٥/ ٢٦).
(٣) فتوح مصر والمغرب (٢٧٦) وانظر ما جاء عن ذلك مختصراً في كتاب: الإسلام والعرب (١٤٠).
(٤) فتوح مصر والمغرب (٢٧٥).
(٥) نفح الطيب (٢٢٤).
(٦) مجّانة: بلد بأفريقية، بينها وبين القيروان خمس مراحل، انظر التفاصيل في معجم البلدان (٧/ ٣٨٦).
(٧) معجم البلدان (٧/ ٣٨٦).
(٨) تاريخ المغرب العربي (٢١٤).
(٩) ابن الأثير (٤/ ٢٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>