للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

( Artavasdes) والمند ( Almundo) إلى جواره، حتى يستوثق إخلاصهما له، ويقضي بذلك على الثورات المناهضة لحكومته والموالية لبيت غيطشة. وساءت حال البلاد في عهد لذريق، إذ أرهق شعبه بالضرائب الفادحة، لحاجته إلى المال اللاّزم لمواجهة أعدائه. ويبدو أنّه اعتدى على ذخائر الكنائس القوطيّة ونفائسها التي كانت محفوظة في غرفتين مغلقتين في كنيستي (سان بدرو) و (سان بابلو) في طُلَيْطِلَة (١)، فنصحه القساوسة ورجال البلاط بعدم الإقدام على ذلك، فلم يُصغ لنصحهم، ومن هنا جاءت الأسطورة التي رواها مؤرخو العرب، وهي أسطورة بيت الحكمة (٢).

وقد حقق قسم من المؤرخين الغربيين شخصية يُلْيَان، وأثبتوا وجودها فعلاً، بعد أن كان قسم من العلماء الغربيين، قد ذهبوا إلى أنّه شخصية أُسطورية خلقها خيال العرب (٣).

وقد عرف المسلمون يليان أوّل مرّة عند وصول موسى بن نصير إلى إقليم


(١) طليطلة: مدينة كبيرة في الأندلس، على شاطئ نهر تاجه، انظر التفاصيل في معجم البلدان (٦/ ٥٦) وتقويم البلدان (١٧٦ - ١٧٧).
(٢) خلاصة هذه الأسطورة، أنّه كان في طليطلة دار ملك القوط، بيت مغلق يحرسه قوم من ثقات القوط. وكانت العادة أنه إذا تولّى من القوط ملك زاد على البيت قفلاً، فلما تولّى لذريق عزم على فتح الباب والاطّلاع على ما بداخل هذا البيت، فأعظم ذلك أكابرهم، وتضرعوا إليه أن يكفّ عن ذلك، فأبى. وظنَّ أنّه بيت مال، ففضّ الأقفال عنه ودخله، فأصابه فارغاً لا شيء فيه، إلا المائدة التي كانت تُعرف بمائدة سليمان، وتابوت عليه قفل، فأمر بفتح التابوت، فألفاه فارغاً ليس فيه شيء غير شقّة مدرجة، قد صورت فيها صور العرب على الخيول وعليهم العمائم، متقلّدي السّيوف، متنكبي القسيّ، رافعي الرايات على الرِّماح، وفي أعلاها كتابة بالعجمية، فقُرئت فإذا هي: إذا كُسرت هذه الأقفال من هذا البيت، وفُتح التّابوت، فظهر ما فيه من هذه الصورة، فإنَّ الأُمّة المصوّرة قد تغلب على الأندلس وتملكها.
انظر التفاصيل حول هذه القصة في: تاريخ افتتاح الأندلس لابن القوطية (٣٢ - ٣٣) والبيان المغرب (٢/ ٤) ونفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب (١/ ٢٣١ - ٢٣٢) و (١/ ٢٣٥).
(٣) انظر التفاصيل في فجر الأندلس (٥٢ - ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>