للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في المزارع يزرعونها ويديمونها، وفي الأعمال الإدارية الأخرى يديرونها ويدبّرون أمرها. ولكنه استصحب معه مائة رجل من أشراف الناس: من قريش ومن الأنصار، ومن سائر العرب ومواليها. وأخرج معه من وجوه البربر مائة رجل: منهم أبناء كسيلة، وملك السّوس الأقصى، وملك قلعة أوساف، وملك ميورقة ومنورقة، ومعه الغنائم من الذهب والفضة والجوهر، محمولة على ثلاثين ومائة عجلة (١)، فكان مع موسى أربعمائة رجل (٢)، بل هناك رواية أن موسى دخل دمشق ومعه ثلاثون من خيرة أسرى القوط، ألبسهم أفخر الثياب، وسار بهم في موكبه، ليدلّ على عظم الفتح الذي تم على يديه (٣).

واستخلف موسى ابنه عبد الله على إفريقية، وابنه مروان على طنجة والسّوس (٤)، فمرّ بطريق عودته بالقيروان (٥)، ثم قدم مصر سنة خمس وتسعين الهجرية (كانون الأول - ديسمبر ٧١٤ م)، فأقام هناك ثلاثة أيام، يأتيه أهل مصر في كل يوم، فلم يبق شريف إلاّ وقد أوصل إليه موسى صلة ومعروفاً كثيراً، وأهدى لولد عبد العزيز بن مروان فأكثر لهم، وجاءهم بنفسه فسلم عليهم، ثم سار متوجهاً حتى أتى فلسطين (٦).

ولما قدم موسى ومعه طارق إلى الوليد بن عبد الملك في دمشق، كان قدومه عليه وهو في آخر شكايته التي تُوفي فيه، إذ بلغا دمشق سنة ست وتسعين الهجرية (كانون الثاني - يناير ٧١٥ م) أي قبل وفاة الوليد بأربعين


(١) أنظر التفاصيل في: الإمامة والسياسة (٢/ ٨٢).
(٢) تاريخ افتتاح الأندلس (٣٦).
(٣) أنظر: فجر الأندلس (١٠٧).
(٤) ابن حبيب (٢٣١ - ٢٣٢) وفتح مصر وإفريقية (٢١٠) وأخبار مجموعة (١٩) وفتح الأندلس (١٨) وابن الأثير (٤/ ٥٦٦) وابن الكردبوس (٥٠) وابن الشباط (١٢٣) والبيان المغرب (٢/ ١٨ - ١٩ و ٤٤) ونفح الطيب (١/ ٢٧٧).
(٥) المعجب في تلخيص أخبار المغرب (٣٤).
(٦) الإمامة والسياسة (٢/ ٨٢ - ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>