للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأموال. وعادت علائق التفاهم والتحالف بين غرناطة وفاس إلى سابق عهدها.

على أن هذا التحسّن في علائق المملكتين الإسلاميتين، لم تثن النصارى عن مشاريعهم تجاه غرناطة، ذلك أن الجيوش المغربية لم تعد تعبر إلى الجزيرة بكثرة، وكانت أحوال المغرب تحول بين بني مرين وبين استئناف الجهاد في الأندلس على نطاق واسع، وكانت أحوال غرناطة من جهة أخرى تشجع النصارى إلى التحرّش بها والإغارة على أراضيها. ولما رأى السلطان نصر تفاقم الأمور واشتداد بأس النصارى، لم ير وسيلة لاجتناب الخطر الذي يهدده سوى مصانعة فرديناند الرابع ملك قشتالة والتعهد له بأداء الجزية. وكان ذلك مما زاد في سوء سيرته وفي سخط الشعب عليه. ولم تلبث أعراض الثورة أن ظهرت في الجنوب، حيث أعلن الرئيس أبو سعيد فرج بن إسماعيل النصري صاحب مالقة وابن عم السلطان، الخروج والعصيان. ورشح الخوارج للملك مكان نصر، أبا الوليد إسماعيل، وهو حفيد لإسماعيل أخي محمد بن الأحمر رأس الأسرة النصرية. ولم يمض سوى قليل، حتى استطاع أبو سعيد وشيعته التغلب على ألمرية وبلّش وغيرهما من القواعد الجنوبية. وفي أوائل سنة (٧١٢ هـ - ١٣١٣ م) سار في قواته إلى غرناطة، وهرع السلطان نصر إلى لقائه، فكانت الهزيمة على نصر، فلجأ إلى غرناطة، ولكنه لم يلبث أن أذعن واضطر إلى التنازل عن العرش، وسار بأهله إلى وادي آش، وتولى حكمها حتى توفي سنة (٧٢٢ هـ - ١٣٢٢ م) (١).


(١) الإحاطة (١/ ٣٩٣ - ٣٩٤) والّلمحة البدرية (٥٧ - ٦٣) ونهاية الأندلس (١٠٤ - ١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>